عاجل:

الانتخابات البلدية في جبل لبنان اليوم: «نصف بروفة» للاستحقاق النيابي (الديار)

  • ١١

تبدأ اليوم المرحلة الاولى من الانتخابات البلدية والاختيارية في جبل لبنان وسط اجواء تنافس ذي طابع سياسي في عدد من المدن والبلدات، بينما يغلب على عدد كبير منها الطابع العائلي بنكهة سياسية او حزبية.

وتتعامل القوى والاحزاب السياسية مع هذا الاستحقاق الانتخابي كاختبار للمزاج الشعبي وحجم شعبيتها ونفوذها قبل عام من الاستحقاق الانتخابي النيابي في ايار العام المقبل.

مصدر لـ"الديار" :الانتخابات البلدية نصف بروفة للنيابية

ويقول مصدر نيابي مسيحي مستقل لـ"الديار" :«ان طابع الانتخابات البلدية والاختيارية يختلف عن الانتخابات النيابية وحساباتها، ويغلب عليه الطابع المحلي والعائلة عموما لا سيما في البلدات والقرى الصغيرة، لكنه يأخذ منحًى سياسيا اكثر في المدن والبلدات الكبرى».

ويضيف:« ان انتخابات جبل لبنان تتميز بانها تشكل ثقلا مسيحيا كبيرا، وترسم جزءا اساسيا ومهما من المزاج السياسي المسيحي في البلاد. ورغم غلبة الطابع العائلي على عدد كبير من البلدات والقرى الا ان هذه الانتخابات البلدية تشكل نصف بروفة تعتمدها القوى والاحزاب لرسم خرائط مناهجها ومسارها نحو معركة الانتخابات النيابية العام المقبل».

الاستحقاق البلدي انجاز في حساب العهد والحكومة

ويعول العهد برئاسة الرئيس جوزاف عون والحكومة على نجاح الاستحقاق الانتخابي البلدي كأحد الانجازات المهمة الذي يؤكد الانتقال الى مرحلة تنشيط وتعزيز المسار الديموقراطي وبناء الدولة، وتاكيد الصدقية في التعهد بالذهاب وتطبيق اللامركزية الادارية الموسعة في المرحلة اللاحقة كما ورد في خطاب القسم والبيان الوزاري لحكومة نواف سلام.

اما القوى السياسية المسيحية في جبل لبنان فهي تتعامل مع الاستحقاق الانتخاب البلدي بحذر وعناية دقيقة، حيث تتبنى في البلدات التي تجدها محسومة لمصلحتها اللوائح بشكل مباشر، بينما تلجأ في بلدات اخرى الى التوافقات او التحالفات مع قوى اخرى بحيث تشهد بعض البلدات تحالفات بين قوى متخاصمة ومتناقضة في الاصطفاف السياسي العام. كما لجأت القوى والاحزاب على اختلافها الى الاختباء وراء الفعاليات المحلية والعائلات لدعم هذه اللائحة او تلك والبقاء في المشهد الخلفي الى حين ظهور النتائج للتتعامل معها وتستثمرها او تتنصل من تداعياتها.

المعارك المحدودة وحسابات الاستحقاق النيابي

ووفقا لقراءة مصادر سياسية، فان الانتخابات البلدية في جبل لبنان تتميز بحيوية ملحوظة نظرا الى التنافس بين القوى والاحزاب المسيحية بوجه خاص، ولحضور فعاليات سياسية في مناطق عديدة اكان في جبيل او كسروان او المتن.

وتشهد بلدات عديدة معارك انتخابية وتنافسا شديدا في اطار حسابات القوى الساسية للفوز برئاسات اتحادات البلديات والدور الذي تؤديه هذه الاتحادات على الصعيد الانمائي وانعكاسه على مرحلة التحضير للانتخابات النيابية.

وتضيف المصادر ان هناك بلدات تتميز فيها الانتخابات بحساسية وابعاد مثل جونيه حيث توجهت القوات اللبنانية الى التحالف مع النائب نعمة فرام الذي يرشح شقيقه لرئاسة البلدية، ومع النائب فريد هيكل الخازن والنائب السابق منصور البون والكتائب، بينما اكتفى التيار الوطني الحر بدعم لائحة شبابية منافسة لا ينتسب أعضاؤها الى الاحزاب وهم من الناشطين في البلدة.

اما في الحدت التي تعتبر معقلا للتيار الوطني الحر، فان القوات فضلت عدم الانخراط المباشر في المعركة، حيث تتنافس اللائحة المدعومة من التيار برئاسة رئيس البلدية الحالي مع لائحة مدعومة من الكتائب والنائب الان عون والاحرار وبعض المرشحين من العائلات.

وفي المتن تختلف التحالفات من بلدة واخرى، وتبرز المعركة على رئاسة الاتحاد في مرحلة لاحقة في ضوء النتائج المرتقبة بين آل المر وحزب الكتائب. اما القوى المتنافسة في الساحل والجبل، فهي تشمل ايضا القوات اللبنانية والتيار الوطني الحر والحزب السوري القومي الاجتماعي والنائب ابراهيم كنعان.

وفي الشوف وعاليه يتعاطى الحزب التقدمي الاشتراكي بارتياح مع الاستحقاق البلدية، ويسعى في كثير من البلدات والقرى الى التعامل بحذر وترك التنافس بين العائلات للحفاظ على رصيده الكبير في كل العائلات. ويبرز هذا المنحى للحزب بشكل كبير في اقليم الخروب ذي الاكثرية السنية حيث يحتفظ ايضا برصيد شعبي وازن، ويفضل عدم الدخول في معارك انتخابية مباشرة في الاستحقاق البلدي متعاونا مع العائلات وقوى سياسي وفعاليات محلية.

وقبل ساعات من الانتخابات في جبل لبنان، يرى مصدر سياسي مطلع لـ «الديار» ان هذا الاستحقاق الانتخابي لن يسفر عن مشهد واضح يرسم معالم نتائج الانتخابات النيابية العام المقبل لاعتبارات عديدة تتعلق باختلاف طبيعة الاستحقاقين والعوامل التي تحكم كل منهما، ومسار التطورات المؤثرة في المزاج الشعبي من الان الى حين موعد الانتخابات النيابية، ودخول قوى اخرى مع العهد الجديد في الاستحقاق المقبل.

انفراط التحالف بين القوات والكتلة الشعبية في زحلة

وفي شأن الانتخابات البلدية، برز في الساعات الماضية انفراط التحالف الانتخابي في زحلة بين القوات اللبنانية والكتلة الشعبية برئاسة ميريام سكاف التي اصدرت بيانا عنيفا اتهمت فيه القوات بالانقلاب على الاتفاق، معلنة ان الكتلة اصبحت في حل من اي التزام وباتت خياراتها مفتوحة، وانها لا ترضى وعائلة سكاف «ان تصبح مأمور نفوس لدى القوات اللبنانية ومجرد جسر العبور الى البلدية». واتهمت القوات بالقيام بعملية غدر وبخدعة الغائية ودكتاتورية.

وزير الداخلية: جهوزية تامة للعملية الانتخابي

وعشية الانتخابات، اشرف وزير الداخلية احمد الحجار على تسليم صناديق الاقتراع الى مراكز الاقلام في جبل لبنان، مؤكدا الجهوزية التامة لاجراء الانتخابات البلدية والاختيارية في كل المناطق وفي كل مراحلها خلال ايار.

وشدد ان الشفافية لهذه العملية يضمنها القانون، وقال ان ليس هناك ضمانات من قبل العدو الاسرائيلي، وان القرار السياسي اللبناني هو الذي يحكم هذه العملية الانتخابية.

وردا على سؤال، اكد الحجار ان الانتخابات البلدية ستجري في بيروت في موعدها.

ودخل الصمت الانتخابي في جبل لبنان حيز التطبيق اعتبارا من منتصف الجمعة – السبت. وستفتح صناديق الاقتراع اعتبارا من الساعة السابعة صباح اليوم وحتى السابعة مساء، وسط اجراءات امنية تحفظ سلامة العملية الانتخابية.

وفي دراسة للدولية للمعلومات نشرت امس، جاء ان عدد بلدات جبل لبنان يبلغ 479 بلدة وقرية بينما يبلغ عدد البلديات 333 بلدية، العدد الاكبر منها بلديات صغيرة بين 9و 12 عضوا في المجلس البلدي. ويبلغ عدد البلديات في كسروان 54 بلدية، وفي جبيل 40 بلدية، وفي المتن 56 بلدية، وفي بعبدا 49 بلدية، وفي عاليه 58 بلدية، وفي الشوف 76 بلدية.

ويبلغ عدد الناخبين في جبل لبنان 896996 ناخبا.


المنشورات ذات الصلة