أكد وزير الخارجية والمغتربين يوسف رجي أن "التحديات التي يواجهها لبنان لاستعادة سيادته واستقلاله السياسي وأمنه هي الانسحاب الكامل والفوري وغير المشروط للإسرائيليين من كل الاراضي اللبنانية وترسيم الحدود البرية والبحرية مع سوريا وتحديد الحدود البرية مع إسرائيل، وعودة النازحين السوريين، وبسط سيادة الدولة اللبنانية على كامل أراضيها من خلال حصر السلاح. مشددا على أن حصر السلاح هو مطلب الشعب اللبناني ويصب في مصلحته".
وأضاف في حديث لصحيفة "عكاظ": "لبنان يعمل على بسط سيادته على كل أراضيه، والقضاء على أي تنظيمات مسلحة خارجة عن الدولة".
وبشأن المنظمات الفلسطينية الموجودة على الأراضي اللبنانية، أكد رجي أن هناك تواصلاً مع السلطة الفلسطينية التي أعلنت موافقتها على حظر السلاح خارج وداخل المخيمات، معتبراً " أن المشكلة مع "حماس" أنه كل فترة يتم اكتشاف شبكة تابعة لها في لبنان، ومنذ أيام تم اعتقال أعضاء من "حماس" متورطين بإطلاق صواريخ باتجاه إسرائيل"
تابع: "من غير الممكن السماح بوجود جهة في لبنان خارجة عن إطار الدولة الشرعية تقوم بتصرفات عسكرية أو أمنية، وهذا ينطبق على كل التنظيمات والمجموعات والخلايا اللبنانية وغيره، ولا يمكن تفسير وجود سلاح ضمن المخيمات بمقاومة إسرائيل أو تحرير القدس ".
ورأى أن لا علاقة بين مسار السلاح الفلسطيني وسلاح "حزب الله"، أكد رجي أن "الجيش اللبناني يدافع عن أرضه، والفلسطينيون لاجئون على الأراضي اللبنانية، ولبنان احتضنهم، وهو دوماً مع القضايا العربية وعودة الفلسطينيين إلى وطنهم، ولكن هذا لا يمنحهم أحقية حمل السلاح أو التدخل بالشؤون اللبنانية الداخلية والأمنية، ولن نسمح بإعادة ما جرى في 1975 ".
وعن العلاقة مع سوريا والتواصل بين الحكومتين، لفت الى أن "استقرار سوريا يؤثر بشكل مباشر على استقرار لبنان، ونرغب بوجود دولة حقيقية في سوريا قادرة على حل مشكلاتها، لا تتدخل بشؤون لبنان، ولا يتدخل أفرقاء لبنانيون في شؤونها، وننشد الاحترام المتبادل نظراً للمصالح المشتركة بين البلدين، بغض النظر عن التوجهات العقائدية، نريد أن تصبح سوريا دولة قانون، دولة مستقرة مسالمة، تتعامل مع لبنان بندية على كافة الأصعدة".
وأشار الى ان "النظام الجديد أعلن احترامه لسيادة واستقلال لبنان وعدم التدخل بشؤونه، والواقع يفرض علينا التعامل مع هذا النظام الذي تتعامل معه الدول الكبرى ببراغماتية، في حين نحن كدولة جارة يجب علينا تحييد الأيديولوجيات والتقييمات والآراء ووضعها جانباً، وترك الشعب السوري يقرر مصيره، مع الأخذ بعين الاعتبار جذور هذا النظام الإسلامية التي لا تخفى على أحد ولا يعمد النظام لإخفائها، ويقول إنه عدل عن الجهادية السلفية، ونحن نحترم بدورنا ما يصرح به بانتظار المجريات على أرض الواقع".
وردا على سؤال عن شعوره لحظة دخوله القصر الجمهوري في دمشق قال رجي: " شعرت بالسكينة والهدوء مع نفسي إلى أبعد الحدود، ساورتني مشاعر الخلاص من ذلك الكابوس الذي كان يرزح لبنان تحت وطأته وقساوته، ولكنني تجاوزتها سريعاً، فقد بدأنا حقبة جديدة يجب علينا أن نتعامل معها".
وبشأن تعيين سفير لبناني في سوريا قال رجي:" قريباً، نعد بإنجاز ذلك في غضون أسابيع، فنحن بصدد العمل على التشكيلات الدبلوماسية، فلدينا ما يقارب 15 دولة ليس لديها سفراء لبنانيون، تبعاً لواقع لبنان الجديد وعدم وجود حكومة سابقاً لتعيين السفراء، وتشكيل السفراء شبه جاهز، ولكن هذه القرارات في لبنان لها خصوصيتها وتعقيداتها التي تنشأ من التركيبة السياسية، وقد تم تعطيل هذه التشكيلات مراراً في 2019 و2020 بسبب عدم انسجام الحكومة آنذاك، إذ يتم تعيين السفراء بتصويت ثلثَي مجلس الوزراء، وكذلك في 2022. كما تأتي صعوبة التشكيلات من تعقيد التركيبة السياسية والاجتماعية للبنان والتراكمات، إذ كانت آخر التشكيلات في 2017".
رجي أكد أن بعض الأخطاء السابقة أدت إلى استياء دول الخليج من لبنان، لكننا اليوم بصدد حقبة جديدة وعهد جديد، وقد شعرت القيادة السعودية برغبتنا في تخطي الحقبة الماضية".
وتابع: "المملكة العربية السعودية وقفت دوماً إلى جانب الشعب اللبناني في كل الظروف والمراحل، ولم تفرق بين أي مكون من مكوناته، وهذا ما عُرف عن المملكة، وبالتالي نحن الآن في مرحلة جديدة من العلاقات الخارجية، والسعودية ودورها السياسي العميق على المستوى العربي والدولي في دعم استقرار لبنان مهم جداً، ونحن دوماً نعوّل على دور السعودية في إرساء الاستقرار اللبناني والإقليمي".