عاجل:

جنرال أميركي دائم في لبنان لإنهاء "بؤرة" التهديد الإقليمي | "حزب الله" يبلغ الجيش انسحابه من جنوب الليطاني (نداء الوطن)

  • ٢٧

انطلقت أمس "لجنة آلية تنفيذ وقف الأعمال العدائية"، وهو الاسم الآخر للجنة الخماسية المكلفة الإشراف على تنفيذ وقف إطلاق النار بدفع أميركي ملحوظ بانضمام الجنرال مايكل ليني، إلى اللجنة "كقائد عسكري أميركي رفيع بدوام كامل في بيروت لمواصلة العلاقة القوية بين الجيشين اللبناني والأميركي"، وفق ما ورد في بيان صادر عن السفارة الأميركية في لبنان. وسيبقى الجنرال جاسبر جيفرز رئيس اللجنة "مهتماً بلبنان فيما يقوم بدوره كقائد لقوات العمليات الخاصة الأميركية في بلاد الشام والخليج العربي وآسيا الوسطى"، بحسب بيان السفارة.

وبحسب معلومات "نداء الوطن" فإنّ الجنرال جيفرز سيبقى رئيساً مشرفاً على اللجنة على أن يكون خلفه الجنرال مايكل ليني رئيساً مقيماً في لبنان.

لقاءات الوفد الأميركي

أما عن كواليس اللقاءات التي عقدت، فعلمت "نداء الوطن" أن اجتماع بعبدا شكل مناسبة للتعارف بين رئيس الجمهورية ورئيس لجنة المراقبة الجديد وتم التداول في الوضع الجنوبي، فركز الرئيس عون على الاعتداءات الإسرائيلية المستمرة وعدم حصول الانسحاب رغم مرور وقت ولم تتم إعادة الأسرى، ودعا إلى تفعيل عمل لجنة المراقبة وتعزيز فعاليتها. وشرح الرئيس بالوقائع ما يقوم به الجيش جنوباً بشأن احتكار السلاح وبسط سلطة الدولة وتطرقا إلى عمليات إطلاق الصواريخ من الجنوب على إسرائيل مرتين في حين نجح الجيش بكشف العملية الثالثة قبل حصولها.

وعن الاجتماع مع رئيس الحكومة، كشفت مصادر حكومية لـ "نداء الوطن" أنّ اللجنة أكدت تفعيل عملها، معتبرة أنّ الدولة اللبنانية تقوم بواجبها ولكن المطلوب منها بذل المزيد. أمّا الجانب اللبناني فلفت إلى أنّ الوجود الإسرائيلي على الأراضي اللبنانية والاعتداءات المستمرّة، يساهمان في تقويض الدولة ومنعها من بسط السيطرة على كامل أراضيها. وتقول المصادر إنّ الوفد كان متفهّماً للموقف اللبناني.

ووصفت مصادر وزارية عبر "نداء الوطن" بقاء جنرال أميركي في بيروت بأنه "رسالة أميركية مفادها أن واشنطن لن تترك لبنان إلا وقد أصبح فعلاً خالياً من أية بقعة تهديد لواقعه الإقليمي". وأضافت: "دخلنا عصراً جديداً بعد مرحلة السيطرة الإيرانية على لبنان فأصبح لبنان جزءاً لا يتجزأ من أولوية أميركية إضافة إلى أولوية المجتمعَين العربي والدولي". وخلصت المصادر إلى القول: "إنها رسالة لإيران وغيرها أن الولايات المتحدة أصبحت في لبنان مباشرة".

وشملت محادثات الجانب الأميركي رئيس مجلس النواب نبيه بري الذي نبّه إلى "التمادي الإسرائيلي في الإعتداءات بشكل يومي في حين أن لبنان التزم بما هو مطلوب منه، فيما الجانب الإسرائيلي غير ملتزم بوقف إطلاق النار ولم ينجز الانسحاب المطلوب منه".

كما عقدت في اليرزة محادثات بين قائد الجيش العماد رودولف هيكل والوفد الأميركي تناولت التطورات في الجنوب ومراحل تطبيق اتفاق وقف إطلاق النار.

وقد جاء في بيان السفارة الأميركية "أن الجنرال جيفرز اجتمع مع القيادة اللبنانية وقيادة "اليونيفيل"، برفقة الجنرال ليني، وقال: أنا ممتنٌّ لفرصة المشاركة في هذه المهمة التي هي على هذا القدر من الأهمية، ومتفائلٌ جداً بالمستقبل. الجيش اللبناني معروفٌ بكونه قوة فعّالة، وقد أظهرت لقاءاتي مدى التزامه بضمان السلام والاستقرار".

وأضاف بيان السفارة: "سوف يعمل الجنرال ليني بشكل وثيق مع الجيش اللبناني و"اليونيفيل" وفرنسا واللجنة الفنية العسكرية للبنان لتمكين الجيش اللبناني من توفير الأمن وحماية السيادة اللبنانية بشكل كامل".

"حزب الله" وجنوب الليطاني و"اليونيفيل"

توازياً، أكد مصدر أمني أن "الجيش اللبناني فكّك "أكثر من 90 %" من بنية "حزب الله" في المنطقة الحدودية". وأشار المصدر لـ "فرانس برس" إلى أن "حزب الله أبلغ الجيش أنه لم يعد لديه مواقع عسكرية في جنوب الليطاني". وختم المصدر: "حزب الله" انسحب من مواقع في الجنوب وقال للجيش "إفعلوا ما تريدون".

تأتي هذه العمليات في إطار تنفيذ بنود الاتفاق الذي ينص على انسحاب "حزب الله" من جنوب الليطاني وتسليم مواقعه للجيش اللبناني بالتعاون مع قوات "اليونيفيل".

في المقابل، سُجّلت أمس سلسلة إشكالات بين عدد من أهالي بلدتي قانا وصدّيقين في قضاء صور جنوب لبنان، وعناصر من قوة فرنسية عاملة ضمن "اليونيفيل"، على خلفية محاولات دوريات فرنسية دخول مناطق داخلية من دون تنسيق مع الجيش اللبناني. وتخلل الإشكال إلقاء قنابل مسيلة للدموع.

مجلس الدفاع الأعلى ينعقد

تأتي هذه المستجدات، عشية تطور لبناني مرتقب غداً الجمعة. وعلمت "نداء "الوطن" أن تصعيد خطابات "حزب الله" بالنسبة للسلاح ترافق مع سلوك غير مقبول من حركة "حماس" في لبنان تمثّل بخرقها السيادة اللبنانية والتمرّد عليها والإخلال بالأمن اللبناني.

وفي السياق، يعقد مجلس الدفاع الأعلى قبل ظهر غد الاجتماع الأول له برئاسة رئيس الجمهورية في بعبدا حيث سيعرض الوضع الأمني في الجنوب والاعتداءات الإسرائيلية وعملية إطلاق الصواريخ، ومناقشة التحقيقات التي وصلت إليها الأجهزة وعلاقة عناصر من "حماس" بالعملية حيث هناك متورطون لم تسلمهم وخبأتهم في عين الحلوة ولا يوجد تعاون في هذا المجال مع الدولة اللبنانية. وهناك توصيات سترفع إلى جلسة مجلس الوزراء التي ستعقد بعد الظهر حيث تدلّ الأجواء على اتخاذ قرارات مهمّة بحق "حماس".

القمة اللبنانية - الإماراتية

الوضع اللبناني حضر في الإمارات في القمة بين رئيس الجمهورية ورئيس دولة الإمارات العربية المتحدة الشيخ محمد بن زايد آل نهيان واعتبر الرئيس عون "أن الماضي أصبح وراءنا، والدولة بدأت تستعيد حضورها وقدرتها وسيادتها وكل مكوناتها تتعاون من أجل مستقبل لبنان"، معرباً عن التطلع "إلى رؤية إخوتنا الإماراتيين في ربوع لبنان من جديد".

بدوره، أكد بن زايد آل نهيان موقف الإمارات الداعم لتعزيز مؤسسات الدولة اللبنانية ودورها في حفظ السيادة والاستقرار، إضافة إلى دعم وحدة لبنان وسلامة أراضيه. وقال: "إعادة افتتاح السفارة الإماراتية في بيروت تجسد التزام الإمارات بدعم لبنان والتطلع نحو مرحلة جديدة من العلاقات المثمرة".

إلى ذلك، أكد عون، أن "المعلومة عن أن "حزب الله" رفض دخول الجيش لتفتيش أحد المواقع في الضاحية غير صحيحة"، وقال لـ"سكاي نيوز عربية": "متفقون مع الرئيس بري بشأن موضوع سلاح حزب الله"، و"الأهم هو تسليم السلاح الثقيل والمتوسط أمّا الأسلحة الخفيفة فهي ثقافة عند اللبنانيين". وأضاف عون: "الشعب اللبناني تعب من الحرب لذلك لا يريد سماع لغة الحرب ونحن مع الخيار الدبلوماسي، ونتوقع من الطرفين احترام اتفاق وقف إطلاق النار".

سلام والانتخابات البلدية

حكومياً، من المقرر أن تنعقد بعد ظهر غد جلسة لمجلس الوزراء في السراي وأبرز البنود ما يتعلق "بطلب وزارة العدل الموافقة على مشروع قانون يرمي إلى تنظيم القضاء العدلي".

من جهة ثانية، حضر الاستحقاق البلدي في زيارة الرئيس سلام لمتروبوليت بيروت وتوابعها للروم الأرثوذكس المطران الياس عوده حيث شدد سلام على أنه مطمئن إلى أن أهل بيروت لن يرضوا بها، إلا إذا تمثل فيها الجميع كما يجب أن يتمثلوا، وبيروت هي دائماً مدينة حاضنة للجميع، ولن تتغير اليوم نتائج الانتخابات".

مرفأ بيروت

قضائياً، خيّمت أجواء الترقّب على زيارة الوفد القضائي الفرنسي إلى بيروت، في ظل آمال معلّقة على تحقيق تقدّم في مسار التحقيقات الخاصة بانفجار المرفأ غير أن الزيارة انتهت من دون تسليم التقرير الفني الفرنسي المنتظر ما أثار تساؤلات حول مدى جدّية التعاون، وحدود الدور الفرنسي في كشف الحقيقة.

جنبلاط وأحداث سوريا

على خط آخر، أعلن الحزب "التقدمي الإشتراكي" في بيان أن "الرئيس السابق للحزب وليد جنبلاط أجرى اتصالات مكثّفة شملت الإدارة السورية الجديدة، تركيا، المملكة العربية السعودية، قطر والأردن، وطلب من المعنيين فيها السعي لوقف إطلاق النار في منطقة أشرفية صحنايا". وأعلن جنبلاط عقب الاجتماع الاستثنائي للمجلس المذهبي: "أنه على استعداد للذهاب إلى دمشق لوضع أسس لمطالب الدروز الذين هم جزء من الشعب السوري".


المنشورات ذات الصلة