عاجل:

عون يعيد لبنان الى الخارطة العربية | دروز لبنان يستنفرون لمساندة دروز سوريا (الديار)

  • ١٩

كتبت بولا مراد:

بلغ التوتر بين دروز سوريا والقيادة السورية الجديدة مستويات غير مسبوقة بعد الاحداث التي شهدتها كل من جرمانا وأشرفية صحنايا حيث ارتفع عدد قتلى المواجهات هناك إلى 42 قتيلاً.

ولعل ما فاقم الخشية من مشروع خارجي يُعد لدفع دروز سوريا لاعلان انفصالهم عن الدولة المركزية هو دخول اسرائيل عسكريا على الخط في الساعات الماضية معلنة شن هجوم تحذيري على مجموعة وصفتها بـ»المتطرفة»، كانت تستعد لمهاجمة الأقلية الدرزية في بلدة صحنايا السورية بريف دمشق. وقال رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ووزير دفاعه يسرائيل كاتس، في بيان مشترك، إن إسرائيل وجهت رسالة إلى النظام السوري بأنها تتوقع منه التحرك لمنع إلحاق الأذى بالدروز.

التطورات الميدانية

وأعلن المرصد السوري لحقوق الانسان بعد ظهر الاربعاء سيطرة قوات وزارة الدفاع على أشرفية صحنايا بعد اشتباكات عنيفة بين مجموعات مسلحة محلية من أبناء الطائفة الدرزية من جهة، وقوات تابعة لوزارتي الدفاع والداخلية إلى جانب قوات رديفة لها من جهة أخرى. وتحدث المرصد عن دويّ انفجارات عنيفة في أشرفية صحنايا، ناجمة عن ضربات إسرائيلية بالتزامن مع تحليق طائرات في الأجواء، وطائرات مسيرة تابعة لوزارة الدفاع. وأشار الى انتشار مجموعات من وزارة الدفاع في البلدة بحثا عن مطلوبين ومصادرة السلاح، بعد إغلاق جميع المداخل والمخارج المؤدية إلى البلدة، ابتداءً من منطقة المعامل وحتى أوتوستراد درعا ومحيط موقف الطيارة.

وأفاد المرصد بارتفاع عدد قتلى المواجهات في جرمانا وأشرفية صحنايا إلى 42 قتيلاً،  بينهم أفراد من القوات الأمنية والمسلحين المحليين.

خطة اسرائيلية

ونبهت مصادر معنية بالملف من خطورة ما يحصل في سوريا، لافتة الى ان «الدخول الاسرائيلي «الفج» على الخط يؤكد وجود مخطط لدفع دروز سوريا للتمرد واعلان انفصالهم عن الدولة المركزية» لافتة في حديث لـ «الديار»:»صحيح ان لدى تل ابيب 

خططها المرتبطة بالمناطق الدرزية السورية التي تسعى لضمها اليها، لذلك من غير المستبعد ان تكون هي التي تستخدم ادواتها للعبث باستقرار هذه المناطق وزيادة الهوة بين الادارة الجديدة والمشايخ الدروز ..لكن بالوقت نفسه يبدو واضحا ان الرئيس السوري لا يمسك بزمام الامور تماما على الارض، اذ ان ظهور المجموعات المتشددة كل مرة تحدث إشكالات فيها في منطقة معينة الى جانب القوات التابعة للادارة السورية بات يطرح اكثر من علامة استفهام ويثير مخاوف كل الاقليات في سوريا دون استثناء». 

ودخل دروز لبنان مباشرة على خط التطورات السورية الاخيرة، فأكد الرئيس السابق للحزب التقدمي الاشتراكي وليد جنبلاط انه «لا بد من موقف واضح وصريح لادانة من أهان النبي محمد والاسلام»، معلنا استعداده للذهاب الى دمشق مجددا «لوضع أسس لمطالب الدروز الذين هم جزء من الشعب السوري». واعتبر ان «حفظ الاخوان يكون بإسكات بعض الاصوات في الداخل الذين يطالبون بحماية اسرائيل»، مضيفا :» نحن في بداية مرحلة جديدة، اما ان نقتنع اننا لا بد من ان نعيش في سوريا موحدة او ان ننساق الى المشروع الاسرائيلي الذي يريد تهجير الدروز واستخدامهم».

واحتجاجا على الاحداث التي تشهدها مدينة جرمانا، قطع العشرات الطريق العام في عاليه، ما دفع مشيخة العقل لطائفة الموحدين الدروز لتحريم «قطع الطرقات او خروج ابنائنا واخواننا إلى اي شارع بغية الإحتجاج او التظاهر، مهما كانت الدوافع والأسباب، ورفضهم التعرّض للأخوة السوريين الأبرياء المتواجدين في مناطقنا».

رئيس جديد للجنة وقف النار

اما على خط التطورات اللبنانية، أُعلن عن تعيين رئيس جديد للجنة آلية تنفيذ وقف الأعمال العدائية. وقالت السفارة الاميركية في بيروت ان «الجنرال مايكل ليني انضم إلى اللجنة كقائد عسكري أميركي رفيع بدوام كامل في بيروت لمواصلة العلاقة القوية بين الجيشين اللبناني والأميركي» معلنة انه «سوف يعمل بشكل وثيق مع الجيش اللبناني واليونيفيل وفرنسا واللجنة الفنية العسكرية للبنان لتمكين الجيش اللبناني من توفير الأمن وحماية السيادة اللبنانية بشكل كامل، على ان يبقى الجنرال جاسبر جيفرز مهتمًا بلبنان فيما يقوم بدوره كقائد لقوات العمليات الخاصة الأميركية في بلاد الشام والخليج العربي وآسيا الوسطى. 

وكان رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون التقى الجنرالين الاميركيين بحضور السفيرة الاميركية في بيروت وشدد خلال اللقاء على «ضرورة تفعيل عمل اللجنة ومواصلة الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها والانسحاب من التلال التي تحتلها وإعادة الاسرى اللبنانيين». واكد ان «الجيش يقوم بمهامه كاملة في الجنوب لاسيما في منطقة  جنوب الليطاني، حيث يواصل عمليات مصادرة الأسلحة والذخائر وإزالة المظاهر المسلحة، لافتا الى ان ما يعيق استكمال انتشاره هو استمرار الاحتلال للتلال الخمس ومواصلة الاعتداءات الإسرائيلية».

واعتبرت مصادر قريبة من «الثنائي الشيعي» ان «هذه اللجنة تعيش في ما يشبه الغيبوبة بحيث انها حتى لا تعد الخروقات الاسرائيلية التي تجاوزت الـ3 آلاف وقد اظهرت عن انحياز مباشر لاسرائيل». وسألت المصادر في حديث لـ «الديار» عن «ماهية دور هذه اللجنة واذا ما كان ينحصر بمراقبة الطرف اللبناني وغض النظر عن كل خروقات وجرائم اسرائيل».

وشددت المصادر على وجوب ان «تتصاعد وتيرة الضغوط اللبنانية لضمان الانسحاب الاسرائيلي من الاراضي المحتلة ووقف الخروقات التي باتت خبزا يوميا للبنانيين وهذا الامر مرفوض بكل اشكاله». 

قمة لبنانية - اماراتية

ومن بيروت الى الامارات العربية المتحدة، انتقل الرئيس اللبناني حيث عقد لقاء قمة مع رئيس دولة الامارات  الشيخ محمد بن زايد آل نهيان خلص الى التشديد على اهمية تعزيز العلاقات الثنائية لما فيه خير البلدين والشعبين الشقيقين. 

واعتبر الرئيس عون ان «الماضي اصبح وراءنا، والدولة بدأت تستعيد حضورها وقدرتها وسيادتها وكل مكوناتها تتعاون من اجل مستقبل لبنان»، معربا عن  التطلع «الى رؤية اخوتنا الاماراتيين في ربوع لبنان من جديد». 

من جهته، أشار رئيس دولة الامارات الى ان «افتتاح السفارة الإماراتية في بيروت يجسّد التزام الإمارات بدعم لبنان والتطلع نحو مرحلة جديدة من العلاقات المثمرة بين البلدين». وشدد على موقف دولة الإمارات الداعم لتعزيز مؤسسات الدولة اللبنانية ودورها في حفظ السيادة والأمن والاستقرار في البلاد إضافة إلى دعم وحدة لبنان وسلامة أراضيه.

وبحسب مصادر واكبت زيارة عون الى الامارات فان اهميتها تكمن بأنها تعيد وصل ما انقطع بين لبنان ودول الخليج، لافتة في حديث لـ «الديار» الى ان «حصول هذه الزيارة هو بحد ذاته تطور اساسي وكبير يُبنى عليه»، مضيفة:»الرئيس عون وبزياراته المتتالية لدول الخليج يعيد لبنان للحضن الخليجي والعربي.. اما المساعدات فهي ستتدفق اليه مع انجاز الحكومة انجاز ما هو مطلوب منها بموضوع الاصلاحات وحصرية السلاح.. وها هي تقوم بخطوات كبيرة على هذا الطريق».


المنشورات ذات الصلة