ارتفع معدل البطالة بين السعوديين خلال الربع الثالث من العام الجاري إلى اعلى مستوى منذ بداية 2025، مدفوعًا بشكل أساسي بزيادة ملحوظة في عدد النساء العاطلات عن العمل، وكذلك ارتفاع معدل البطالة لدى الذكور لأعلى مستوى في أكثر من 3 سنوات، لكن على الرغم من ذلك ما يزال المعدل قريب من مستهدف رؤية 2030.
وأظهرت بيانات الهيئة العامة للإحصاء، ارتفاع ارتفع معدل البطالة بين المواطنين السعوديين في الربع الثالث بنحو 0.7 نقطة مئوية على أساس فصلي لتصل إلى 7.5%.
تستهدف السعودية بلوغ معدل بطالة بين المواطنين بنهاية 2030 إلى نحو 5%، بعدما حددت سابقًا عند 7%، وهو الهدف الذي تحقق بالفعل عند نهاية 2024 قبل أن يرتفع مجددًا، ما دفع الحكومة إلى إعادة تقييم مستهدفاتها.
وتشير بيانات هيئة الإحصاء، إلى ارتفاع بلغ معدل البطالة بين الذكور السعوديين 5%، مسجلًا أعلى مستوى له منذ الربع الأول من 2022، في حين وصلت البطالة بين الإناث إلى أعلى مستوياتها خلال أربعة فصول متتالية عند 12.1%.
وسجل معدل البطالة بين السعوديين، أدنى مستوياته تاريخيًا عند 6.3% في الربع الأول من العام الجاري، بفضل النمو الذي يشهده الاقتصاد المحلي، لا سيما القطاع غير النفطي، ما عزز خلق المزيد من الوظائف في القطاع الخاص، مدعوما بالإنفاق الحكومي والميزانيات التوسعية.
وبحسب هيئة الإحصاء، ارتفع معدل البطالة لإجمالي السكان في السعودية الذي يشمل المواطنين والمقيمين بنحو 0.2 نقطة مئوية خلال الربع الثالث على أساس فصلي ليصل إلى 3.4%، مسجلًا بذلك أعلى مستوى في عام بضغط من ارتفاع بطالة الإناث.
في المقابل، استقر معدل البطالة بين غير السعوديين عند 1.4%، الأمر الذي خفف من أثر ارتفاع بطالة السعوديين على المعدل العام.
وزادت مشاركة السعوديين الذكور في القوى العاملة خلال الربع الثالث 0.3 نقطة مئوية على أساس فصلي إلى 64.3%، بينما تراجعت مشاركة السعوديات إلى 33.7% في نفس الفترة، لكنها تبقى أعلى من مستهدف رؤية 2030.
يأتي ارتفاع معدل البطالة بين السعوديين على الرغم من ارتفاع توظيف الموطنين في القطاع الخاص خلال الربع الثالث إلى أعلى مستوياته تاريخيا عند 2.49 مليون موظف، بزيادة 1% تعادل 24.4 ألف خلال 3 أشهر.
يعكس ذلك استمرار الاقتصاد السعودي في خلق الوظائف، إلا أنه من المتوقع أن ارتفاع البطالة يعود إلى زيادة عدد الخريجين الذين دخلوا للقوى العاملة التي تشمل كل من هم في سن العمل وقادر ويرغب في العمل.
وتصدرت منطقة الحدود الشمالية، المناطق السعودية، من حيث نسبة البطالة الإجمالية بنسبة 6.7%، ثم عسير بنسبة 5.3%، وجاءت منطقة الرياض والمنطقة الشرقية، كأقل المناطق من حيث نسبة البطالة الإجمالية بنسبة 2.4% و2.5% على الترتيب.
وعزا أستاذ الإعلام الاقتصادي في جامعة الملك عبد العزيز الدكتور بند الجعيد، ارتفاع معدل البطالة في الربع الثالث إلى عوامل موسمية مرتبطة ببعض الأنشطة الاقتصادية في السعودية، إلى جانب التغيرات التي تشهدها أنماط العمل المرن والتحولات في القطاعات الجديدة، لا سيما التقنية.
واستبعد الجعيد في مقابلة مع قناة الشرق الإخبارية، أن يكون للتذبذب الحاد في أسعار النفط منذ بداية عام 2025 أثر على سوق العمل، مشيرًا إلى أن معدلات البطالة لا تزال تتحرك ضمن المسار الإيجابي وعلى مستويات منخفضة تاريخيًا.
ولفت إلى أن من أبرز الإيجابيات انخفاض البطالة بين الإناث السعوديات، وارتفاع مساهمتهن في سوق العمل منذ إطلاق الرؤية، وهو ما يُعدّ أحد أهم ملامح التحول الاقتصادي الذي تشهده المملكة.
وبيّن أن الفرص لا تزال قائمة لمزيد من خفض معدلات البطالة وخلق وظائف جديدة، إلى جانب تعزيز مشاركة السعوديات في المناصب القيادية داخل القطاع الخاص.