كتبت صحيفة «الخليج» الاماراتية:
كشفت مصادر لبنانية عن عقدة جديدة تواجه الجيش، بعد الحديث الرسمي عن قرب انتهاء المرحلة الأولى من خطة حصر السلاح جنوب نهر الليطاني، وأثيرت تساؤلات جوهرية حول ما أُنجز فعلياً، وما هو قادم في هذا الملف، في مقابل صمت لافت حيال المرحلة التالية وتفاصيلها، فيما كشف مسؤول أمريكي أن «حزب الله» يحافظ على تهريب الأسلحة عبر الحدود السورية.
ورأت المصادر أن ما أعلنه رئيس الحكومة نواف سلام حول اقتراب انتهاء المرحلة الأولى من خطة حصر السلاح جنوب نهر الليطاني يشكّل تطوراً بالغ الأهمية، ويمثّل استحقاقاً فعلياً دخل حيّز التنفيذ، بما يعني أن الدولة تقول عملياً إنها قامت بكل ما يمكن القيام به ضمن هذا النطاق الجغرافي.
وشددت المصادر على أن الإشكالية الحقيقية لا تكمن في المرحلة الأولى بحد ذاتها، بل في الغموض الذي يلفّ المرحلة الثانية، متسائلة عن طبيعتها وحدودها، وعن أسباب غياب أي شرح رسمي واضح حولها، مؤكدة أن من شأن هذا الغموض أن يطرح علامات استفهام حول ما إذا كانت هذه المرحلة تشمل المنطقة الممتدة من نهر الليطاني إلى نهر الأوّلي، أي المساحة الجنوبية الواسعة ذات الأطراف المتشعّبة، والتي تضم عدداً كبيراً من المواقع والبنى التحتية العسكرية، إضافة إلى وجود كثيف ل«حزب الله». وتساءلت ما إذا كانت هذه المنطقة تدخل فعلاً ضمن المرحلة الثانية من الخطة، أم أن ثمة مقاربة مختلفة يجري التحضير لها بعيداً عن الرأي العام، معتبرة أن إدارة هذا الملف «بالسرّ» وتركه حتى اللحظة الأخيرة لا يخدم الاستقرار ولا يعزّز الثقة بالدولة.
وأكدت المصادر أن المرحلة الثانية، في حال وُجدت، ستكون الاختبار الحقيقي لإرادة الدولة اللبنانية وقدراتها، ولإرادة القيادة السياسية تحديداً، وليس للجيش اللبناني بحد ذاته، موضحة أن الجيش يعمل بإمرة القيادة السياسية، وبالتالي فإن موضع الامتحان الفعلي هو الذي يقود الجيش ويتخذ القرار السياسي، إلى جانب الحكومة باعتبارها رأس السلطة التنفيذية والمسؤولة الأولى عن هذا المسار.
بدوره، كشف مسؤول أمريكي أن «حزب الله» حافظ على شبكات لتهريب السلاح تعمل في سوريا وعبر الحدود مع لبنان. وأكد أن إيران تستخدم كل الطرق الممكنة لإرسال الأسلحة إلى أذرعها بالمنطقة براً وبحراً، وقال: السلاح الإيراني يتم تهريبه إلى شمال شرق سوريا حيث تسيطر قوات سوريا الديمقراطية «قسد»، معلناً أن عناصر من«قسد» ومهربين ينقلون السلاح عبر شبكات من سوريا إلى لبنان.