عاجل:

سلام يؤكد من السرايا عمق العلاقات اللبنانية–المصرية ويثمّن الدور المحوري للقاهرة في استقرار المنطقة

  • ٣١

أقام رئيس مجلس الوزراء نواف سلام، مساء اليوم، في السرايا الحكومية، مأدبة عشاء تكريمية على شرف رئيس مجلس الوزراء المصري الدكتور مصطفى مدبولي والوفد المرافق، بحضور الرؤساء ميشال سليمان، نجيب ميقاتي، فؤاد السنيورة، تمام سلام، وحسان دياب، ونائب رئيس مجلس النواب إلياس بو صعب، ونائب رئيس مجلس الوزراء طارق متري، إضافة إلى عدد من الوزراء والنواب، وقادة الأجهزة الأمنية، وشخصيات سياسية واجتماعية.

وألقى الرئيس سلام كلمة رحّب فيها برئيس الحكومة المصرية والوفد المرافق، معرباً عن اعتزاز لبنان بعمق العلاقات الأخوية والتاريخية التي تجمع البلدين، ومؤكداً تقدير لبنان للدور المحوري الذي تضطلع به جمهورية مصر العربية، قيادةً ودولةً وشعباً، في هذه المرحلة الدقيقة من تاريخ المنطقة.

وأشار إلى أن مصر شكّلت على الدوام ركيزة أساسية في النظام العربي، وصوتاً عقلانياً في أوقات الانقسام، ومرجعية في الدفاع عن القضايا العربية المشتركة، وفي السعي إلى حماية الاستقرار الإقليمي وتعزيز الحلول السلمية للنزاعات. وثمّن المواقف المصرية الداعمة للبنان سياسياً ودبلوماسياً، والجهود المتواصلة التي تبذلها القاهرة، بالتنسيق مع الأشقاء العرب، لدعم لبنان في مساعيه لوقف الاعتداءات الإسرائيلية اليومية، والانسحاب من كامل أراضيه، والإفراج عن الأسرى.

وأكد الرئيس سلام أن لبنان ينظر إلى الدور المصري بوصفه دوراً فاعلاً ومسؤولاً، يرفض منطق المحاور، ويسعى إلى تجنيب المنطقة مزيداً من الانفجارات، وترسيخ الحلول السياسية كخيار مستدام. كما رحّب بالجهود المصرية الرامية إلى احتواء التوتر وتفادي توسيع رقعة المواجهة، سواء على الساحة اللبنانية أو على مستوى الإقليم، مثنياً على الدور الذي اضطلعت به مصر في مؤتمر شرم الشيخ الأخير، الذي انعقد في ظل الحرب المدمّرة على غزة، بهدف الدفع نحو وقف فوري لإطلاق النار، وتسهيل إدخال المساعدات الإنسانية، وفتح مسار سياسي يضع حداً لمعاناة الشعب الفلسطيني ويحول دون تعميم النزاع في المنطقة.

وتطرق سلام إلى الجذور التاريخية العميقة للعلاقة بين لبنان ومصر، معتبراً أنها ليست علاقة دولتين فحسب، بل علاقة شعبين تشاركا الزمن والذاكرة، وامتدت عبر تفاعل حضاري وثقافي طويل بين بيروت والقاهرة، من التبادل التجاري إلى التأثير الفكري والثقافي المتبادل. وأشار إلى الدور الذي لعبه اللبنانيون في نهضة الصحافة والثقافة والطباعة في مصر، مستحضراً أسماء بارزة كان لها أثر عميق في الوجدان العربي.

ولفت إلى أن البلدين تشاركا، في العصر الحديث، في صناعة الوجدان العربي، من الصحافة إلى الفن والموسيقى والسينما، وصولاً إلى الفكر القانوني والسياسي، حيث شكّلت بيروت والقاهرة فضاءين متكاملين للنقاش حول الدولة الحديثة والدستور والحريات ودور المؤسسات.

وشدد الرئيس سلام على أن التعاون الثنائي بين لبنان ومصر يمكن أن يشكّل نموذجاً يحتذى به في تعزيز العلاقات العربية–العربية، ليس على المستوى السياسي والثقافي فحسب، بل أيضاً في المجالات الاقتصادية والتجارية والعلمية والتكنولوجية، مؤكداً أن التكامل العربي بات ضرورة استراتيجية تقوم على تنشيط التبادل التجاري، وتشجيع الاستثمارات المشتركة، وتطوير البحث العلمي، وبناء شبكات تعاون تعليمية ومعرفية قادرة على تثبيت الأجيال في أوطانها وفتح آفاق المستقبل أمامها.

وفي ختام كلمته، أكد سلام ثوابت لبنان الوطنية، وفي مقدّمها التمسك بعروبته وسيادته ووحدة أراضيه، وبسط سلطة الدولة على كامل أراضيها بقواها الذاتية وحدها، والعمل على إعادة الإعمار وعودة الحياة إلى الجنوب، مثمّناً الدور العربي الداعم للبنان في توطيد الاستقرار ودعم مسارات التعافي.

وختم بالقول إن لبنان يتطلع إلى أن تكون العلاقات اللبنانية–المصرية نموذجاً للتكامل والاستثمار في الإنسان، علاقة تستند إلى التاريخ، لكنها تبني عليه مستقبلاً عربياً أكثر تخطيطاً وعقلانية، مرحّباً برئيس الحكومة المصرية والوفد المرافق في بيروت، “ستّ الدنيا”، موجهاً تحية إلى مصر “أمّ الدنيا”.


المنشورات ذات الصلة