عاجل:

إلى أهلي وعشيرتي، وإلى كل الفارّين من وجه العدالة في بعلبك – الهرمل (آراء حرة)

  • ١٦٤


آراء حرة – "ايست نيوز"
بقلم الشيخ ياسين علي حمد جعفر

ما وصلنا إليه اليوم ليس صدفة، بل نتيجة إهمالٍ طويلٍ مارسه الوطن بحقّ هذه المناطق النائية الفقيرة، حتى وُضعت في دائرة الحرج والضياع والفقر والتهميش والجهل.
فالوطن كالأم، إن أحسنت التربية أنجبت أبناءً صالحين، وإن أهملت دفعت بأبنائها إلى الضياع.
هذا الإهمال دفع كثيرين إلى مخالفة القانون، لا عن إجرامٍ مقصود، بل عن جهلٍ بالقانون، وتعاملٍ قاسٍ مع الطبيعة والفقر، فدخلوا في زراعة المخدرات والتجارة بالمحرّمات، وحمل السلاح، حتى أصبحت طرق العيش بدائية وغير حضارية، بلا دولة تحميهم ولا مؤسسات تحتويهم.
وأضيف هنا ظلمًا آخر تعرّض له الناس، وهو التوقيف على الاسم الثنائي أو تشابه الأسماء، في القرن الحادي والعشرين، بدولة إدارتها مهترئة، وقضاؤها بطيء، وسياسيوها تجّار طوائف ومذاهب، لا دين لهم ولا ضمير، فبقي الناس في حيرة وخوف وضياع.
من موقعي كمصلح اجتماعي، أنصح إخوتي جميعًا:
اتركوا السلاح جانبًا
لا تطلقوا النار على الجيش أو القوى الأمنية
فالسلاح خطر عليكم قبل أن يكون خطرًا على الدولة
الجيش ليس عدوّكم، والدولة – رغم فسادها وضعفها – ليست خطرًا عليكم، بل هي الأمان الوحيد المتبقّي.
أنصحكم أن تتعاملوا مع الدولة بالسلم لا بالعنف، وأن يسلم الفارّون أنفسهم للجيش أو لقوى الأمن أو للأمن العام أو لأي جهة رسمية، فالسجن لا يُقفل أبوابه على أحد، وهو ليس نهاية الحياة، بل قد يكون بداية طريق الخلاص من البؤس والفقر والجهل.
أما المحاكم، فهي بطيئة ومهملة، ملفّات بالآلاف، وقاضٍ واحد في بعلبك لا ينظر إلا في ملفات قليلة، والباقي مؤجّل، لكن العنف لن يحلّ المشكلة، بل يفاقمها.
الخلاص لا يكون بالسلاح،
ولا بإطلاق النار،
بل بالوعي، وبالعودة إلى الدولة،
وبالطريق الحضاري الذي يحفظ كرامتكم ودماءكم ومستقبل أولادكم.
كفى دمًا، كفى ضياعًا، كفى جهلًا.
السلام هو الطريق الوحيد في زمن دولة العصابات والنهب والفساد.
ياسين علي حمد جعفر

المنشورات ذات الصلة