عن إمكانية التصعيد إلى حرب نووية بين أوروبا وروسيا، كتب الخبير العسكري بوريس جيريليفسكي، في "فزغلياد":
تُعسْكر أوروبا حياتها: تُعزّز جيوشها، وتُستعد للتجنيد الإلزامي، وتُشيّد ملاجئ مضادة للقنابل وشبكات اتصالات للجبهة المستقبلية، وتُخزّن الأسلحة والذخائر، وتُعدّ سكانها للتعامل مع هجوم نووي.
ولا يُقرّ الخبراء الأوروبيون باحتمال قيام روسيا بتدمير الاتحاد الأوروبي فورًا، في أي سيناريو لنزاع نووي معها. بل يُركّزون على سيناريوهات تتضمن "ضربات نزع سلاح" تمهيدية. ووفقًا لهذه الحسابات، ستشنّ القوات المسلحة الروسية ضربة "استباقية" بأسلحة نووية تكتيكية ضد مواقع مهمة ولكن قليلة السكان، وتُطالب باستسلام أوروبا.
وإذا افترضنا أن يحدث نزاع نووي في أوروبا ويتطور بالتدريج، فمن المثير للاهتمام معرفة ردة الفعل الأوروبية، لا سيما وأن الولايات المتحدة تُوضّح الآن بجلاء أنها لا تنوي الدخول في صراع عسكري يسعى الاتحاد الأوروبي وبريطانيا إليه. وفي هذه الحالة، لا تملك أوروبا سوى خيارين للرد: الاستسلام الفوري أو ضربة نووية، من شأنها أن تُؤدي إلى تصعيد النزاع إلى أقصى حد. الحقيقة هي أن فرنسا والمملكة المتحدة تفتقران إلى أسلحة نووية تكتيكية تمكنهما من الرد بشكل متكافئ. لذا، فإن أي رد نووي من بريطانيا وفرنسا سيؤدي إلى تصعيد الصراع إلى المستوى الاستراتيجي، ويضمن تدمير أوروبا. من المستحيل إبقاء الصراع على المستوى التكتيكي.
هل يخطط الأوروبيون لتوجيه ضربة استباقية، تحسم الأمر حالًا؟ لكن حتى الضربة الاستباقية لا تترك لأوروبا أي فرصة للنجاة. سيتم اعتراض عدد من صواريخهم بواسطة منظومة الدفاع الصاروخي الروسية، وسيتم تفعيل نظام "الرد الآلي" (الذراع الميتة) في جميع الأحوال.
إن إدراك هذا المأزق هو ما يدفع القادة الأوروبيين إلى تأجيل إشعال الحرب حتى 2028-2030.