عاجل:

مسرحية شو كارولس أحسن مني؟ على مسرح مونو (آراء حرة)

  • ٧٢


 


ميشلين مبارك


على عكس برودة الطقس خارج مسرح مونو، كان دفء اللقاء بين الممثلين وأساتذتهم وبين الكتاب والصحافيين على هامش مسرحية "شو كارولس أحسن مني؟" يوحي بالمحبة التي تجمع بين الحضور، ناهيك عن الفرح والابتسامات التي وزعتها هذه المسرحية على مدى ساعة وعشر دقائق من الوقت.


فمسرحية "شو كارولس أحسن مني؟" التي تعرض حاليًا وطيلة فترة الأعياد على مسرح مونو، هي من فكرة ونص وليد اليازجي الذي مهد بداية للعمل متوقفًا عند حاجة الإنسان كل إنسان إلى الحبّ خصوصًا في زمن الميلاد، على أمل أن تغير خشبة المسرح نظرتنا إلى الحب وإلى الحياة في ظل الظروف الصعبة التي نمرّ بها". أمّا الإخراج فللمشرقة دائمًا لينا أبيض، والمسرحية من تمثيل وسام صليبا بدور رجا، دونجوا عصره بتعدد علاقاته في ظل بحثه عن الحبّ الحقيقي، والحزين على ترك حبيبته (جوليا) له قبل عيد الميلاد، فأصبح يغني ويعزف وحيدًا... هذه الوحدة التي لا يعرف كيف يتعايش معها في ظل وجود مدير أعماله عبد الرحيم العوجي بدور جوني. والحقيقة أنّ هذا الأخير بخفة ظله وواقعيته التي تلامس حالنا المأزوم استطاع أن يضفي على المسرحية منحها الكوميدي، وبعد شرط معين بين الرجلين، تدخل الشقراء "البيلاروسية" جنيفر يمين بدور (نيكيتا أو ليليان) في مسرحية ضمن المسرحية. يأتي دخولها في الصندوق الكرتوني للبراد ليذكر الجمهور بطريقة هروب رجل الأعمال اللبناني كارولس، فهل ينجح دخول الجميلة إلى قلب رجا، كما نجح كارولس الدخول إلى قلب الوطن؟


في الواقع، هي مسرحية خفيفة مضحكة وموضوعها بسيط غير أنها مباشرة برسائلها ولا تذهب إلى العمق لتعري الوحدة التي في داخلنا وبالتالي لا تأخذ معها الجمهور للغوص في معنى العيد أكثر. برأيي إن ترك المتعة للجمهور بالاكتشاف عبر الإيحاء هي أبلغ من التصريح به. غير أننّا نحيي جهود القيّمين على هذا العمل الذي ينسينا وضعنا المأزوم ولو لفترة، وكل التقدير للسيدة جوزيان بولس التي تخلق فرحًا للمدينة ولأهلها على الرغم من كل الظروف المعاكسة.

المنشورات ذات الصلة