عاجل:

هل صحيح ان واشنطن "عاتبة" على تل ابيب!؟ واين؟ في سوريا ام في غزة أو لبنان؟ ( خاص )

  • ٤٠

خاص - "إيست نيوز"

ما بين الاعلام الاميركي والاسرائيلي كثير من التقارير الإعلامية التي تتحدث عن حجم الضغوط الاميركية التي تمارسها واشنطن للجم تل أبيب عن القيام بالكثير من العمليات العسكرية التي يمكن ان تعيد شبح الحرب الى مساحات واسعة في المنطقة وخصوصا تلك التي تاثرت بأحداث قطاع غزة منذ عملية طوفان الاقصى" وتداعياتها وصولا الى مسلسل حرب حزب الله من "الإلهاء والإسناد" الى "أولي البأس" وما استجرته من كوارث ونكبات على الحزب ولبنان قبل وبعد سقوط النظام في دمشق والمناقشات الجارية في العراق منذ اشهر عدة عن مصير السلاح غير الشرعي في البلاد وصولا الى ما يجري في اليوم واحداث متفرقة شملت لاحقا إيران ولم تقتصر على منشآتها النووية بل شملت مختلف أوجه حياة الايرانيين ولا سيما في قطاعات الصناعة والانتاج الكهربائي وصولا الى مصانع استراتيجية، ادت الى ما ادت إليه من أزمات داخلية ما زالت تفاعل وتتمدد في مختلف أرجاء الجمهورية الاسلامية الايراني".

ليس في ما سبق محاولة لتأريخ محطات من هذه المرحلة من الحروب المتناسلة منذ انطلاقتها في تشرين الأول عام 2023 والتي قادت الدولة اليهودية وحكومتها الأكثر تطرفا في تاريخ الدولة العبرية الى تمديد جولاتها على اكثر من جبهة قريبة وبعيدة.

ولأن مثل هذا العرض السريع يهدف للبحث في جدية الكلام الاميركي والاسرائيلي عن حجم استياء الرئيس دونالد ترامب من تصرفات الحكومة الاسرائيلية ورئيسها انطلاقاً من بعض المحطات التي اعطيت اكثر من تفسير، ولا سيما تلك التي قادته الى الاعتذار من قطر قبل فترة أعقبت الغارة التي استهدفت الوفد المفاوض في قطر والتي شكلت خطا كبيراً  دفعت ترامب إلى إصدار وثيقته التاريخية من أجل غزة ببنودها العشرين وصولا الى وقف النار في غزة وترتيب أوضاع القطاع وتشكيل مجلس السلام والقوة الأمنية المتعددة الجنسيات التي ستتولى مهامها مطلع العام المقبل توطئة لمرحلة البحث في اعادة إعمار القطاع المهدوم.

على هذه الخلفيات تحرص المراجع الديبلوماسية والعسكرية على التروي في الحديث عن غضب أميركي او عتب انما هناك شيء من هذا القبيل ولا شك بالعديد من المؤشرات التي يمكن الاشارة اليها لماما ومنها:

واضح ان ترامب توقف في أكثر من محطة في مواجهة بعض العمليات العسكرية الاسرائيلية التي يمكن ان تقود الى حرب لم يكن يريدها في المنطقة، ولكنه استوعبها لاحقاً على غرار ما فعله سلفه جو بايدن الذي قيل انه غضب من عملية اغتيال الأمين العام السابق لحزب الله السيد حسن نصرالله، ورفض الرد على اتصالات نتنياهو لأيام عدة قبل ان يرد عليه في اتصال مطول ويدعي القول في أثره"إن المنطقة أفضل بكثير بعد غياب نصرالله". وقبل ان يتعظ نتنياهو من هذه المواقف رد عليها في اليوم التالي باغتيال خلفه السيد هاشم صفي الدين.

-لم يستوعب ترامب العملية التي قامت بها اسرائيل بمحاولة اغتيال الفريق المفاوض لحركة حماس في الدوحة وقد عبر عن موقفه المحرج ومعه أركان إدارته العميقة والمعلن عنها عن حجم الضربة وانعكاساتها السلبية على صورة الادارة تجاه أحد أهم حلفائها والتي تستضيف قاعدة "العديد" اكبر قواعدها العسكرية في المنطقة ولم يقفل النقاش من حولها قبل اعتذار نتنياهو من اميرها.

- لم يكن مستغربا التدخل الأميركي المباشر بمواقف من الرئيس ترامب لتبرير تأخير حماس في تسليم الأسرى وجثث الجنود الإسرائيليين لديها على الرغم من تحديد التفاهم مدة 72 ساعة لتسليمها. وأكثر ما كان لافتا عندما نقل عنه شخصيا قوله أن ما قامت به إسرائيل في غزة دفع الى تعذر البحث عن جثث الاسرى بعدما تغير تكوين المناطق التي كانوا محتجزين فيها بفعل التدمير الشامل لمناطق واسعة استحال فيها العيش.

- ليست خافية على أحد المواقف الاميركية التي انتقدت بعض الخطوات العسكرية والعمليات الدموية التي خاضتها اسرائيل في سوريا بعدما باتت سوريا على لائحة اصدقاء واشنطن وسعيها المتواصل لتخفيف أجواء التشنج التركية الإسرائيلية بعد مسلسل المواقف المتبادلة بين انقرة وتل ابيب. وإن لم يكن الرد الإسرائيلي عليها عسكريا فان تفكيك العقوبات على سوريا وشطب الكبرى منها، شكل ردا غير مباشر ويضاف إليها اعطاء الضوء الاخضر لحلفائها للاستثمار في سوريا ولا سيما الدول الخليجية التي دخلت في استثمارات كبيرة في البحر والبر والكهرباء ومساعدة الحكومة السورية لتجاوز كلفة إدارتها المدنية.

وانطلاقا مما تقدم ولتعذر البحث عن مؤشرات أخرى في مقال واحد، فإن المعلومات الواردة من عواصم عدة ومنها واشنطن تشير بالكثير من التاني والحذر عن عتب اميركي محدود لم يصل بعد ولن يصل – بكل ثقة - الى القطيعة مع حكومة اسرائيل وخصوصا لجهة لجم بعض الخطوات العسكرية في القطاع والضفة الغربية بعدما استغربت رسميا أي مشروع لضم الضفة الغربية الى إسرائيل وانهاء ما يسمى بالسلطة الفلسطينية .

وقبل الجزم بهذه النظرية والمضي بها او التراجع عنها، ما على المراقبين سوى انتظار ايام قليلة تمتد الى 29 الشهر الجاري حيث سيعقد اللقاء الخامس لهذا العام بين ترامب ونتنياهو ليتبين حجم العتب الأميركي من عدمه. ليس لسبب سوى انه في منتصف الطريق للانتقال بخطة غزة الى المرحلة الثانية الهادفة الى تشكيل الادارة الجديدة وادواتها الامنية والادارية والمالية والاعمارية فلننتظر؟

المنشورات ذات الصلة