بدا واضحاً، من خلال الحفاوة التي استُقبل بها رئيس الجمهورية جوزاف عون والوفد المرافق في زيارته إلى سلطنة عُمان من السلطان هيثم بن طارق وأركان السلطنة، أنّ لبنان يشهد سباقاً دبلوماسياً محموماً بين دعم عربي غير مسبوق لجهة التأكيد على سيادة لبنان ومؤسساته، وبين ضغوط غربية متزايدة تقودها الولايات المتحدة الأميركية ودول المجموعة الأوروبية تحت عنوان حصرية السلاح غير الشرعي بيد الدولة، لتفادي انزلاق الأمور إلى مواجهة جديدة مع اسرائيل.
فقد اختتم الرئيس عون زيارته الناجحة إلى مسقط حيث تلقّى دعماً واضحاً لإعادة هيكلة مؤسسات الدولة وتنفيذ الإصلاحات، بما يتطابق مع ما سبق أن تلقّاه لبنان من دعم عربي وخليجي في الزيارات التي قام بها رئيس الجمهورية ورئيس الحكومة نواف سلام إلى كلّ من السعودية وقطر والإمارات والكويت ومصر والجزائر، ما يؤكد أنّ لبنان قد عاد إلى الحاضنة العربية من بابها الواسع. وكانت بيروت في الأيام الماضية محور حركة أميركية - فرنسية نشطة تستطلِع مدى التزام الجيش اللبناني بالمسار الحكومي الهادف إلى ضبط السلاح غير الشرعي.
وشكّل البيان الذي صدر عقب زيارة عون إلى مسقط رسالة عربية واضحة المعالم، إذ شدّد الجانبان على رفض الاعتداءات الإسرائيلية المتكرّرة على لبنان وضرورة وقفها فوراً، مع التأكيد على مسار الاستقرار وعودة النازحين وإعادة الإعمار. والأهم كان الموقف العُماني الداعم بلا تحفّظ لسيادة لبنان ووحدة أراضيه وتعزيز مؤسسات الدولة، وفي مقدمها الجيش اللبناني والقوى العسكرية كافة.
مصدر وزاري كان في عداد الوفد اللبناني إلى سلطنة عُمان أشار في حديث لـ”الأنباء الإلكترونية” إلى أنّ زيارة رئيس الجمهورية والوفد المرافق إلى مسقط كانت ناجحة جداً بكل المقاييس، واصفاً الدعم الذي تلقّاه لبنان في هذه الزيارة بأنّه غير مسبوق. ولم يكتفِ سلطان عُمان بتأكيد الدعم للبنان واستنكار الاعتداءات الإسرائيلية، بل أبدى استعداده لأن يطلب من الولايات المتحدة الأميركية أن تضغط على اسرائيل لوقف أعمالها العدائية ضد لبنان.
ولفت المصدر إلى أنّ سلطان عُمان أكد للرئيس عون استعداده للتباحث مع المسؤولين الإيرانيين في موضوع حصرية السلاح وإقناع “حزب الله” بالتعاون مع الحكومة اللبنانية في ملف السلاح وعدم إعطاء اسرائيل ذريعة لتجديد حربها على لبنان، كاشفاً أنّ مسقط وعدت بتقديم كل الدعم للجيش اللبناني، إن من خلال مؤتمر يعقد في هذا الخصوص أو من خلال العلاقات الثنائية بين لبنان وسلطنة عُمان.