كشف تقرير نشرته صحيفة "يديعوت أحرونوت" عن حجم التدهور الاقتصادي والاجتماعي الذي يعيشه سكان الشمال الإسرائيلي منذ وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل قبل نحو عام.
ولفتت الى ان "المناطق الحدودية، التي تحمّلت وطأة الحرب مع حزب الله، لا تزال غارقة في أزماتها، وسط غياب خطط حكومية واضحة لإعادة الإعمار أو دعم الحركة التجارية، ما ولّد حالة احتقان واسعة بين السكان.
وفي هذا السياق، تحدثت عن فيديو صادم نشرته يافه عزران، إحدى سكان كريات شمونة، عكست فيه الغضب الشعبي من أداء الحكومة والسلطات المحلية، واتهمتهما بالتخلّي عن المدينة منذ انتهاء المواجهات.
عزران، التي تملك عائلتها ورشة عمل محلية، قالت إن متجر أولادها تلقّى محضر ضبط جديد من البلدية رغم الانهيار الاقتصادي الذي تعانيه المدينة، وصرخت في الفيديو بحسب ما نقلته "يديعوت أحرونوت": "اليوم وصندوق المحل فارغ تمامًا، يصل مفتّشك ليحرّر مخالفة! لمن تُعطون هذه الضبوط؟ للناس الذين تحطّم قلبهم وأجسادهم؟ على ماذا تريدون أن أدفع؟ ومن ينظر أصلًا إلى هذه اليافطات؟ ما الذي يحصل هنا؟".
وأضافت أنّ كريات شمونة لم تتعافَ منذ المواجهات الأخيرة مع حزب الله، وأن الحياة اليومية أصبحت شبه مشلولة وتابعت بالقول: "تسعة أشهر ونحن هنا بلا أي خطة أو دعم. الأعمال تنهار، لا أحد يلتفت إلينا. هذا المحل كان مزدهرًا، أصبح اليوم حزينًا ومغلَقًا. كل شيء هنا يبكي".
ووفق التقرير، هاجمت عزران السلطات المحلية والحكومة، معتبرة أنّ إعادة السكان إلى المدينة بعد وقف إطلاق النار تمت من دون خطة واضحة، رغم استمرار غياب الخدمات الأساسية. وكشفت أنّ المدينة تملك فقط "غرفة طوارئ صغيرة مع سيّارتي إسعاف"، ما يعكس هشاشة الجهوزية الطبية.
ومضت عزران في وصف واقع المدينة بالقول: "أعدتمونا إلى سنوات الخمسين. أذكر والدي يصرخ: خبز وعمَل. هذا ما يجب أن أصرخ به اليوم. الحكومة والكنيست… عار عليكم. كريات شمونة كانت مدينة فرِحة، واليوم تحولت إلى مدينة منطفئة".
كما انتقدت المؤسسة السياسية الإسرائيلية بحدة قائلة: "120 عضو كنيست… هل نحن غير جديرين بأن تنظروا إلينا؟ حين تقع مواجهة جديدة مع لبنان، ستأتون لتلتقطوا الصور فقط. نحن لسنا في قفص! تعالوا وانظروا بأنفسكم، فهذه المدينة لن يبقى فيها شيء نهاية العام".
وفي رسالتها الموجّهة إلى رئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، قالت: "لا يهمني كرمك أو وعودك. يهمني مستقبل أولادي وأحفادي. أنتم تتعاملون معنا بالإهمال. نريد خبزًا وعملاً الآن".
وختمت بتحذير لرئيس البلدية: "لن أدفع ضريبة الأملاك بعد اليوم. ومن يحاول الحجز على المحل سيجدني مضربة أمام منزله عشر سنوات إذا لزم الأمر. نحن أقوياء ولن نتراجع".
ولفتت "يديعوت أحرونوت" إلى أن بلدية كريات شمونة رفضت حتى الآن التعليق على الحادثة، فيما يستمر غضب السكان الذين يعتبرون أن الشمال تُرك لمصيره منذ توقف العمليات العسكرية، وأن الانهيار الاقتصادي يتسارع بلا حلول جديّة.