عاجل:

تنسيق "عالي الفعالية" بين بعبدا وعين التينة...وهذه هي أسرار تحفظات بري (خاص)

  • ٢٤

خاص ـ "إيست نيوز"

ابتسام شديد

عقدت لجنة "الميكانيزم" اجتماعها الأول بنسختها المعدلة عندما اضيف مدني ليرأسها هو السفير السابق سيمون كرم وهي تستعد لعقد اجتماع ثان في غضون عشرة أيام وربما جرى ضم مدنيين جددا، ولا يزال السجال ذاته قائما في الأروقة الداخلية عن جدوى التعديل في اللجنة والهدف من تعيين كرم رئيسا للوفد اللبناني مع هواجس عدد من السياسيين من حصول التفاوض تحت النار.

اللغط السياسي شمل موقف رئيس مجلس النواب نبيه بري من التعيين إذ قيل ان بري فوجىء بالاسم لكنه وافق كي يرفع عنه تهمة تعريض أمن البلاد.

ومع تزايد الحملة السياسية الرافضة لهذه الخطوة اتى رد الرئيسان جوزاف عون ونواف سلام ليقول ان المفاوضات هي السبيل الوحيد امام لبنان حاليا لوقف الحرب وإنهاء الاحتلال. وبدوره لم ينأى رئيس المجلس بالمطلق عن الفكرة. إلا انه حاول ان يرد عنه سيل الانتقادات فأبلغ المعنيين ان مهمة الوفد ليست مفتوحة، وان تجاوز السفير كرم الإطار السياسي المحدد للتفاوض يجعله خارج اي تفاهم.

على الرغم من ذلك فان خطوة ضم "مدني" إلى اجتماعات "الميكانيزم" من دون الدخول في حيثيات وتفاصيل حفلت بالعديد من الإيجابيات وكشفت مستوى وحجم التوافق بين الرؤساء الثلاثة في الملفات الساخنة.

على خلفية موقف الرئاسات الثلاث من الموضوع، اكدت مصادر سياسية لـ "ايست نيوز" أن توافق الرؤساء في موضوع إخراج "الميكانيزم" ليس امرا عابرا وعاديا، وهو لم يحصل في عهود سابقة حيث كانت علاقة الرئاسات حافلة بالتوترات، فتعيين السفير كرم اظهر حجم التنسيق بين رئيس الجمهورية جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام ومع الرئيس نبيه بري الذي يتردد انه كان من المتحمسين لاقتراح ضم مدنيين اليها قبل الإعلان الرسمي من بعبدا .

عن التنسيق بين بعبدا وعين التينة، أكدت المصادر ان التواصل بين المقرين منهما قائم منذ فترة طويلة في ما يخص كل الملفات فاجتماع "الميكانيزم" يحظى بمتابعة حثيثة من الطرفين، وتقول المصادر ان الرئيس بري يضطلع بدور محوري حاليا فهو يحاول ان يكون طرفا اساسيا في عملية التفاوض الى جانب الرئاستين مع احتفاظه بدور "الاخ الأكبر" لـ "حزب الله" وحامي الطائفة الشيعية الذي يقوم بتدوير الزوايا لأهداف تتعلق بتحرير الجنوب وعودة أهله وتطبيق القرار ١٧٠١. وتؤكد المصادر ان بري "يلعبها" جيدا فهو أظهر تحفظات الى العلن وطلب من نواب التكتل و"الحركيين" عدم الدخول في سجالات حول التفاوض لكن الجميع يعلم ان ما كتب قد كتب بالتنسيق والتشاور اولا مع عين التينة.

تتوقف المصادر عند تقارب بعبدا وعين التينة وتستدرك قائلة، ان لا إشكالات او خلافات في علاقتهما باستثناء تباين في وجهات النظر يظهر احيانا لكن لا يصل الى القطيعة الكاملة، فخطوات الرئاستين مدروسة ومنسقة بحيث يضع رئيس الجمهورية علاقته بعين التينة على رأس الاولويات ويتطلع الى التناغم والتنسيق مع الرئيس بري في القرارات واختيار التوقيت المناسب.

نقلا عن المطلعين على موقف رئيس الجمهورية فإن الاخير يعتبر ان نجاح عهده يتطلب التنسيق مع كل القوى السياسية والتعاون مع السراي وعين التينة، فالرئيس عون نسج علاقة مميزة مع الرئيس بري منذ كان في قيادة الجيش واستمرت الى ما بعد وصوله الى بعبدا. كما أحسن إدارة العلاقة مع كل الأطراف من خلال فتح حوار وتفهم الهواجس. فالرئيس أعلن انه لا يقبل بتهميش الطائفة الشيعية ونزع السلاح بالقوة ويحاكي عون معاناة بيئة خسرت شبابها وتهجرت من منازلها وقراها لكن من دون التراجع عن مسألة مقاربة السلاح بمنطق هادىء لا يعرض السلم الأهلي للخطر.

المنشورات ذات الصلة