عاجل:

التصعيد ضد "اليونيفيل".. اغتيال "معنوي" يسبق قرار الحرب (خاص)

  • ٢٤

خاص ـ "إيست نيوز"

 ابتسام شديد

لم يكن امرا عابرا الاتهام الإسرائيلي للقوات الدولية المنتشرة في الجنوب حول القيام بتسريب معلومات أمنية لحزب الله وليس عابرا الكلام عن السيادة الأمنية التي تريدها تل ابيب الذي بدأ الترويج له مؤخرا، فثمة ترابط اكيد بين الموقفين يتعلق بالتصعيد الإسرائيلي المقبل ضد لبنان وما يجري في منطقة الجنوب وله صلة بخطة الجيش اللبناني لتطبيق حصرية السلاح.

 فالسيادة الأمنية ومهاجمة اليونيفيل وجهان لموقف واحد يخدم العدو الإسرائيلي الذي يخطط لحرب جديدة ستكون الأقسى ومختلفة بنتائجها استنادا الى المعطيات السياسية والعسكرية، فهذه المؤشرات كما اكد خبير عسكري لموقع "ايست نيوز" مقدمة لأمور خطيرة فالسيادة الامنية تصب في خانة الإستراتيجية الدفاعية التي تريدها تل ابيب لحماية أمنها وهذا الامر لا يتوفر إلا اذا تم إنشاء منطقة عازلة على الحدود اللبنانية خالية من السلاح والمسلحين تحت الرقابة الإسرائيلية بعد خروج اليونيفيل من الخدمة جنوب الليطاني.

من هذا المنحى بجري التصويب على اليونيفيل وإتهامها بتقديم معلومات أمنية الى حزب آلله من قبل الجانب الاسرائيلي بهدف التشويش على عمل القوات الدولية ودورها خصوصا ان اليونيفيل سجلت اعتراضات ومئات الخروقات وبالتالي فان الهجوم على اليونيفيل يأتي لضرب مصداقيتها.

كل المعطيات تؤكد ان العدو الإسرائيلي ينتظر بفارغ الصبر انتهاء عمل اليونيفيل للتخلص من الرقابة الدولية على عملياته العدائية والتوسع في العدوان وعليه يستعجل فتح الحرب على القوات الدولية التي تنتهي مهامها في ٣١ كانون الأول ٢٠٢٦ وحيث كان مجلس الأمن مدد عملها للمرة الاخيرة في ٢٨ آب ٢٠٢٥، ومن المقرر ان تنتقل المهام وفق القرار الى الجيش اللبناني بعد ان يكون أكمل تجهيز نفسه واتم استعداداته لبسط السيادة جنوب وشمال الليطاني، ومن المعلوم ان انسحاب اليونيفيل سيضع الجيش اللبناني في مواجهة مباشرة مع العدو الإسرائيلي في غياب الراعي الدولي .

قرار إنهاء عمل القوات الدولية صادق عليه مجلس الأمن نهاية العام وتم خفض مشاركة فرنسا وتسجيل انسحاب آليات ومعدات وخفض العناصر الفرنسية، ومع تقدم الوقت تطرح تساؤلات كثيرة عن الوضع في الجنوب بعد خروج اليونيفيل، لكن يصعب الجواب عليها اليوم بانتظار ان يتبلور المشهد العسكري ومعرفة إذا كان لبنان سيتعرض لعدوان إسرائيلي جديد يقلب الوضع رأسا على عقب كما تشير التهديدات الاسرائيلية التي تتوعد لبنان "حزبا ودولة" بعظائم الأمور.

المنشورات ذات الصلة