الامارات في الاقتصاد الخليجي: نموذج متنوّع يتجاوز النفط

تشكل الإمارات اليوم المثال الأكثر وضوحاً على التحوّل العميق الذي يشهده الخليج في دوره الاقتصادي، حيث تتقدم الدولة مسار الانتقال من اقتصاد يعتمد على الموارد الطبيعية إلى نموذج متنوع قائم على التجارة والاستثمار والخدمات الحديثة.

وتجلى هذا التحوّل مع توسّع القطاعات غير النفطية التي باتت تساهم بالنسبة الأكبر من الناتج المحلي، خصوصاً في مجالات السياحة، اللوجستيات، التكنولوجيا والاقتصاد الرقمي.

وتشير المؤشرات الاقتصادية إلى قدرة الإمارات على الحفاظ على معدلات نمو قوية رغم تقلبات أسعار الطاقة، مدفوعة بتوسّع السوق المحلية وجذب استثمارات أجنبية مباشرة، إضافة إلى اتفاقيات الشراكة الاقتصادية التي فتحت أبواباً جديدة للتجارة مع آسيا وأفريقيا وأوروبا.

في السياق نفسه، تلعب الطاقة المتجددة دوراً محورياً في رؤية الدولة للمستقبل، مع استثمارات ضخمة في مشروعات الشمس والرياح والهيدروجين، ما يعكس توجهاً استراتيجياً نحو اقتصاد منخفض الكربون. وضمن هذا الإطار، يأتي التحوّل الأوسع في دول الخليج التي تسعى إلى تنويع مصادر الدخل وتعزيز مكانتها في التجارة العالمية، فيما تبرز الإمارات كواجهة لهذا المسار وطليعته.