عاجل:

إسرائيل تدشّن ذكرى وقف النار بغارات مكثّفة… وتهويل الحرب يسبق زيارة البابا إلى لبنان!

  • ١٨

كتبت صحيفة الجمهورية أنّ إسرائيل دشّنت الذكرى السنوية الأولى لاتفاق وقف إطلاق النار بسلسلة غارات عنيفة على مناطق شمال الليطاني، مؤكّدة عملياً استمرار عدم التزامها الاتفاق، مقابل غياب أي ردّ إيجابي على المبادرات التفاوضية اللبنانية. وتأتي موجة التصعيد هذه بالتزامن مع أجواء تهويل متزايدة بحرب محتملة، وتسبق وصول البابا لاوون الرابع إلى لبنان الأحد المقبل في أول زيارة خارجية له بعد تركيا.

وترتفع وتيرة التهديدات الإسرائيلية بشكل غير مسبوق، ما يطرح أسئلة حول توقيت الهجوم المحتمل، حجمه وأهدافه، رغم أنّ بعض المراجع تستبعد حرباً واسعة وتُرجّح تكثيف ضربات محددة بدل الانزلاق إلى مواجهة شاملة.

المبادرة المصرية بين التشاؤم والتباين

ونقلت الصحيفة عن مسؤول بارز قوله إنّ المبادرة التي حملها مدير الاستخبارات العامة المصرية اللواء حسن رشاد جاءت عقب اتفاق غزة، نتيجة الخشية المصرية من تدهور الجبهة اللبنانية وانعكاس ذلك على القطاع. ولفت إلى أنّ أي حرب واسعة تحتاج موافقة إسرائيلية – أميركية، علماً أنّ تل أبيب تفضّل «التهدئة المضبوطة» شمالاً، بينما واشنطن لا تؤيد التوسّع حتى الآن.

وأضاف أنّ وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي جاء بموقف أكثر تشاؤماً من رشاد، وطرح نزع السلاح من جنوب الليطاني وصولاً إلى شمال نهر الأولي، وهي أفكار متقدّمة عن طرح رشاد القائم على «تجميد السلاح». وأشار المصدر إلى أنّ عبد العاطي لم يطلب لقاء حزب الله لعلمه برفض الطرح المصري مسبقاً.

حزب الله يردّ على مبادرة عون

وكشف المصدر أنّ ردّ حزب الله على مبادرة رئيس الجمهورية جوزاف عون وصل إلى بعبدا، وجاء مرحِّباً ضمن تسلسل المبادرة المنطلق من روحية اتفاق وقف إطلاق النار. وتُستكمل المباحثات بعد زيارة البابا، وسط تساؤلات عمّا إذا كان التصعيد الإعلامي مقدمة لفتح ملف التفاوض مجدداً.

مواقف سياسية ودبلوماسية

وكرّر الرئيس عون خلال استقباله الأمين العام المساعد للأمم المتحدة خالد خياري أنّ لبنان التزم بالكامل وقف الأعمال العدائية، فيما تواصل إسرائيل احتلال أجزاء حدودية وشنّ اعتداءات متكررة حتى على مواقع «اليونيفيل»، متهماً تل أبيب بترويج ادعاءات لا تستند إلى أي أدلة حول دور الجيش اللبناني جنوباً.

كما بحث رئيس مجلس النواب نبيه بري ورئيس الحكومة نواف سلام آخر التطورات، فيما واصل سلام انتقاد «سردية» حزب الله حول سلاحه، مؤكداً أنّ هذا السلاح «لم يردع الاعتداءات ولم يحمِ اللبنانيين»، ومشدّداً على أنّ لبنان متأخر في فرض سيادة الدولة وحصر السلاح.

وفي المقابل، ردّت شخصيات لبنانية على تصريحات مستشار المرشد الإيراني علي أكبر ولايتي التي اعتبر فيها أنّ «وجود حزب الله أهم من الخبز اليومي»، إذ هاجم رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق هذا الموقف، محمّلاً أيضاً النظام السوري مسؤولية تهديد الاستقرار الداخلي.

تصعيد ميداني جنوباً

تواصلت الغارات الإسرائيلية على مناطق متعددة جنوباً بين عربصاليم وجرجوع واللويزة والجرمق والزغارين والمحمودية، وقالت «القناة 12» إنّها استهدفت مخازن أسلحة ومواقع عسكرية. فيما أعلنت هيئة البث الإسرائيلية أنّ هذه الغارات هي «أول ضربة كبرى بعد تصفية» هيثم علي الطبطبائي.

تراجع الحماسة للانتخابات

وفي ظل التوتر الأمني وارتفاع احتمال مواجهة عسكرية خلال الأسابيع المقبلة، تتراجع حرارة الاهتمام بالانتخابات النيابية المقررة في أيار. وتشير مصادر محايدة لـ«الجمهورية» إلى أنّ القوى الأساسية باتت أقلّ حماسة للاستحقاق، كلّ لأسبابه، مرجّحة أنّ أي حرب أو تصعيد واسع سيؤدي تلقائياً إلى تأجيل الانتخابات، الأمر الذي قد يتوافق مع نوايا داخلية تسعى لتأجيلها بحكم حساسيتها السياسية في رسم ملامح المرحلة المقبلة.

المنشورات ذات الصلة