عاجل:

فيضان بيروت السنوي.. المطر يَكشُف "عورة" دولة "عاجزة" وإهمال متجذر! (خاص)

  • ٨٤

خاص – "ايست نيوز"

هازار يتيم

في كل شتاء، يتحول المطر في لبنان من نعمةٍ متوقعة إلى نقمة تغمر الطرقات بالوحول والنفايات. مشهد موسمي يتكرر وكأنه قدر مكتوب على اللبناني، يدفع ثمنه من أعصابه وصحته وجيبه، فيما البنى التحتية المتهالكة والدولة الغائبة تتركه وحيدًا في مواجهة الفيضانات، التي تُعيد كل عام ذكرى الإهمال المزمن.

طرقات تغرق والنفايات تغرق معها

حين تمطر السماء خيرًا، تتحول طرقات لبنان إلى برك من المياه المختلطة بالنفايات والوحول. هذا المشهد يعكس هشاشة البنية التحتية، ويخلف أضرارًا في الممتلكات والمركبات، وكأن المواطن اللبناني محكوم بدفع "ضريبة الإهمال" عامًا بعد عام.

المسؤولية الضائعة..

ويظل السؤال الأبرز من يتحمل المسؤولية؟ وزارة الأشغال؟ بلدية بيروت؟ أم البلديات الأخرى؟ في كل مرة، يتقاذف المعنيون الاتهامات، فيما يبقى المواطن هو المتضرر الأول والأخير.

عمل مستمر لكنه غير كافٍ

أكد وزير الأشغال العامة والنقل فايز رسامني، أن هطول أكثر من 30 ملم من الأمطار قد يتسبب بطبيعة الحال في فيضانات، مشيرًا إلى أن العمل جارٍ لمعالجة فيضان خلدة، وقد تم حل الجزء الأكبر من المشكلة.

وفي السياق نفسه، أوضح رئيس مصلحة الصيانة في وزارة الأشغال، محمود الحجار، لـ "ايست نيوز" أن شدة الهطول بلغت نحو 20 ملم خلال أقل من 20 دقيقة، وفق الأرصاد الجوية في مطار بيروت. وأشار إلى أن كميات الأمطار الكبيرة جرفت معها النفايات إلى المصافي، ما أدى إلى انسدادها وغرق الطرقات بالمياه والوحول.

تدخل سريع لكن محدود

على الفور، أوفدت الوزارة فرقها الفنية لمعالجة تجمعات المياه، خصوصًا في خلدة وطريق المطار. وتمكنت الفرق من فتح المصافي وإزالة النفايات، ما سمح بتصريف المياه وإعادة حركة السير إلى طبيعتها.

نقاط حمراء وشبكة قديمة

رغم تكرار الأزمة سنويًا، أكد الحجار أنهم يعالجون "النقاط الحمراء" المعروفة بانغمارها بالمياه، لكن المشكلة الأساسية تكمن في قدم شبكة الصرف الصحي التي تحتاج إلى إعادة تأهيل شاملة. ومع غزارة الأمطار، يتزايد تراكم النفايات داخل المصافي، ما يؤدي إلى انسدادها وتكرار المشهد ذاته.

وعن المسؤولية المباشرة، شدد الحجار على ضرورة رفع النفايات عن الطرقات، معتبراً أن جزءًا كبيرًا من المشكلة يعود إلى تراكمها، بينما يبقى المواطن الحلقة الأضعف وسط هذا الإهمال المتراكم.

غضب الطبيعة أم ماذا؟

يبقى مشهد الطرقات الغارقة شاهدًا على دولة لا تزال تتفاجأ بالمطر، وعلى مواطن يدفع ثمن أزمة لا يد له فيها. ما بين بنى تحتية متآكلة، وإدارة تتقاذف المسؤوليات، ونفايات لا تجد من يحسم أمرها، تبدو الفيضانات ليست نتيجة غضب الطبيعة، بل نتيجة غضب الإهمال المزمن.

الحل الجذري: قرارات شجاعة

لن يتبدل المشهد ما لم تُتخذ قرارات جريئة لإعادة الدولة إلى هيبتها، وضمان حق المواطن في طرق آمنة لا تتحول إلى أنهار مع أول قطرة مطر.



المنشورات ذات الصلة