عاجل:

القاهرة تسعى لاختراق دبلوماسي… والبابا لاون الرابع عشر يؤكد تمسّكه بزيارة لبنان رغم التصعيد

  • ٢٠

كتبت صحيفة الديار أنّ الساعات التي تلت اغتيال رئيس أركان المقاومة هيثم الطبطبائي ورفاقه في الضاحية الجنوبية لم تُبدّد حالة الترقب في لبنان، وسط غموض يحكم المشهد واحتمالات التصعيد، في ظل استثمار رئيس حكومة الاحتلال بنيامين نتنياهو للتوتر الأمني لتقديم نفسه “سيد الأمن” لخدمة حساباته الانتخابية والقضائية. وترى الصحيفة أنّ التصعيد مفتوح ما دام يجري تحت الغطاء الأميركي، بهدف الضغط على الدولة اللبنانية لدفعها نحو تنازلات إضافية ومسار تفاوض مباشر.

وتشير الديار إلى أنّ خلافاً تكتيكياً يبرز بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ونتنياهو، إذ يعتبر الأول أن إسرائيل لم تستثمر مكاسبها عسكرياً للتوصل إلى اتفاقات تهدئة أو سلام، فيما يصر نتنياهو على إبقاء الملف الأمني مفتوحاً.

وتزامناً، شيّع حزب الله الطبطبائي ورفاقه، وسط “غموض مقصود” في موقف الحزب بانتظار كلمة أمينه العام نعيم قاسم بعد اجتماع استثنائي لمجلس الشورى. وتؤكد مصادر في المقاومة أن الخيارات مفتوحة، وأن الاغتيال لن يغيّر من ثوابتها، فيما تواصل إسرائيل مناوراتها العسكرية ورفع مستوى التهديد.

وتنقل الصحيفة عن مصادر سياسية أنّ مبادرة الرئيس جوزاف عون التفاوضية تلقّت “اغتيالاً معنوياً” بعد الضربة الإسرائيلية، إلا أن الرهان يتجه الآن نحو زيارة وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى بيروت، وإن كانت المؤشرات غير مشجعة. فالوزير المصري وسّع اتصالاته قبل وصوله، لكن حظوظ النجاح تبقى ضعيفة بسبب محدودية الضغط الفرنسي، وبرودة موقف الرياض، وتشدد إسرائيل ورفضها وقف العمليات العسكرية.

وتوضح الصحيفة أنّ القاهرة تسعى إلى الحصول على “خارطة طريق” واضحة حول المبادرة اللبنانية، تمهيداً لصياغة ورقة أفكار جديدة وإعادة التواصل مع واشنطن، فيما يُنتظر أيضاً لقاء لافت بين وزيري خارجية إيران وفرنسا في باريس، سيكون الملف اللبناني جزءاً منه.

في المقابل، تستمر التسريبات الإسرائيلية حول ضغوط أميركية على لبنان شملت إلغاء زيارة قائد الجيش إلى واشنطن، والتلويح بتجميد المساعدات، بهدف دفع بيروت إلى قبول مفاوضات مباشرة.

ميدانياً، يرفع الاحتلال جهوزيته الشمالية، فيما تشير تقديرات إعلامه إلى أن خيارات ردّ حزب الله قد تشمل إطلاق صواريخ، عمليات اقتحام أو ردّ عبر “أنصار الله”، رغم احتمال أن يختار الحزب عدم الرد المباشر. وتعتبر أوساط إسرائيلية أن نتنياهو قد يسعى إلى توسيع الحرب في غزة ولبنان لتعطيل “خطة ترامب”، بينما تؤكد تقديرات أخرى أن “جولة إضعاف حزب الله” يجب أن تُنجز قبل نهاية العام.

وفي ظل الأجواء المتوترة، تؤكد الصحيفة أن زيارة البابا لاون الرابع عشر إلى لبنان ثابتة في موعدها، إذ أبلغ ملك وملكة الأردن صراحة أنه “لن يتراجع عن الزيارة”، مهما بلغ مستوى التصعيد.

المنشورات ذات الصلة