عاجل:

اغتيال الطبطبائي يُدخل لبنان مسار الحرب مجدداً… وإسرائيل تستعيد سيناريو التصعيد المفتوح

  • ١٦

كتبت صحيفة الأخبار أن العملية الإسرائيلية التي استهدفت القائد العسكري في حزب الله هيثم علي طبطبائي في قلب الضاحية الجنوبية أعادت إلى الواجهة سؤالين أساسيين: هل هي العملية التمهيدية لعودة الحرب على الجبهة اللبنانية؟ وهل سيردّ حزب الله، وكيف؟

وبحسب الصحيفة، فإنّ عملية الاغتيال جاءت بعد تمهيد إعلامي وسياسي واضح عبر وسائل الإعلام العبرية والمسؤولين الإسرائيليين، إضافة إلى موفدين دوليين وعرب زاروا لبنان في الأسابيع الماضية. وترى مصادر سياسية بارزة أنّ ما جرى يشبه تماماً المسار الذي سبق الحرب الأخيرة، بدءاً باغتيال القيادي فؤاد شكر، مروراً بسلسلة عمليات أمنية وعسكرية، وصولاً إلى الاغتيالات التي استهدفت قيادة الحزب وانتهت بحرب مفتوحة استمرت أكثر من شهرين.

وتعتبر هذه المصادر أنّ حديث إسرائيل عن عدم نيتها الذهاب إلى الحرب هو «خدعة مكرّرة»، وأن محاولة الإيحاء بأن الاغتيال قد يكون منفرداً وليست له تبعات تصعيدية لا تعكس حقيقة الاستعدادات العسكرية والسياسية الجارية، بل تؤشر إلى أن «مسار الحرب بدأ فعلياً».

كما تلفت الصحيفة إلى أن مواقف قوى داخلية متحالفة مع الولايات المتحدة وإسرائيل تعيد إنتاج الخطاب نفسه عبر الهجوم على حزب الله والتشكيك بقدراته، وصولاً إلى تبرير الضربة الإسرائيلية والدعوة العلنية إلى «التخلّص من المقاومة».

وفي الجانب الرسمي، تشير الصحيفة إلى أن الدولة اللبنانية تلتزم الحذر، وتتابع عبر قنوات الوساطة لمعرفة اتجاه التصعيد: هل سيتوقف عند اغتيالات محدودة داخل الضاحية، أم سيتمدد إلى مناطق أوسع وصولاً إلى بيروت؟ وكان اللافت أن الرئيس جوزاف عون جاء بموقف واضح بإدانة إسرائيل بالاسم، معتبراً أن استهداف الضاحية في يوم الاستقلال دليل على تجاهل تل أبيب لكل الدعوات الدولية لوقف التصعيد.

أما رئيس الحكومة نواف سلام، فشدّد على التمسك الكامل بالقرار 1701 بوصفه «المسار الوحيد لإعادة الاستقرار»، مؤكداً أن حماية اللبنانيين ومنع الانزلاق إلى مواجهات خطرة هي أولوية الحكومة.

في المقابل، يتواصل الضغط الخارجي باتجاه «نزع سلاح حزب الله»، وهو ما يتردد في المواقف الأميركية والغربية، فيما يواصل قادة العدو التلميح بأن أي حل لن يكون مقبولاً دون تنفيذ الجيش اللبناني عملية نزع السلاح بالقوة. وقال وزير الخارجية الإسرائيلي جدعون ساعر إن حزب الله «يتسلح أكثر مما يُنزع سلاحه»، فيما نقلت وسائل إعلام إسرائيلية أن واشنطن تحث تل أبيب على «أقصى ضغط عسكري» على الحزب.

ميدانياً، أقام حزب الله مراسم تشييع حاشدة للطبطبائي وأربعة من رفاقه في الغبيري، وسط حضور كثيف وهتافات مناوئة للولايات المتحدة وإسرائيل، فيما أكد الشيخ علي دعموش أن الإسرائيليين «قلقون من ردّ محتمل للحزب، فليبقوا قلقين»، مجدداً رفض أي مبادرة لا تترافق مع وقف العدوان والتزام اتفاق وقف إطلاق النار.

وبين خطاب الحرب الذي يعلو في تل أبيب واستنفار المقاومة وقلق الداخل اللبناني، تشير الصحيفة إلى أن الأسبوع الطالع سيكون مفصلياً ديبلوماسياً، في ظل جمود واضح في الاتصالات بين بيروت وواشنطن، واستمرار التحضير لاجتماع دولي في باريس بمشاركة فرنسية – سعودية – أميركية.

المنشورات ذات الصلة