عاجل:

إسرائيل تُصعّد لاستدراج حزب الله إلى مواجهة «تغيّر المشهد»... ومساعٍ مصرية – عربية لنزع فتيل الانفجار

  • ١٨

يعيش لبنان حالة ترقّب ثقيلة في ظل أخطر استهداف إسرائيلي منذ أشهر، مع اغتيال مسؤول عسكري بارز في حزب الله وأربعة من مساعديه في الضاحية الجنوبية، في وقت تواصل فيه إسرائيل قرع طبول الحرب عبر تدريبات عسكرية تحاكي توغلات برّية على الحدود الشمالية، وسط تهديدات بتنفيذ «قتال لأيام» لإضعاف الحزب.

وفي موازاة التصعيد، يترقّب لبنان وصول وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي إلى بيروت في زيارة تهدف إلى نزع فتيل الانفجار، بعد مشاورات أجراها مع نظيريه السعودي والفرنسي على هامش قمة العشرين. وتقوم المبادرة المصرية على مسار من ثلاث نقاط: انسحاب إسرائيلي من إحدى النقاط الخمس مقابل تسليم الحزب سلاحه، منع اعتداءات جديدة على المدنيين، والعمل على تجنّب أي تفجير محتمل. وتأتي الزيارة باسم اللجنة الخماسية المعنية بدعم استقرار لبنان.

مصادر سياسية لبنانية كشفت لـ«اللواء» عن اتصالات داخلية وخارجية مكثفة لاحتواء الوضع، في وقت لم تُحسم المعلومات حول وجود ضوء أخضر أميركي للضربة الإسرائيلية أو الاكتفاء بإبلاغ واشنطن بعد تنفيذها. وفيما تستمر التحضيرات لزيارة البابا لاون الرابع عشر الأسبوع المقبل، يبدي المعنيون خشية من أن يبدّد التصعيد أي جهود تهدئة.

ميدانياً، رفع الجيش الإسرائيلي جهوزيته شمالاً، مع مناورات مفاجئة وتفعيل منظومات دفاعية وفتح الملاجئ في المستوطنات، وسط تقديرات بإمكان لجوء حزب الله لرد محدود أو تأجيل الرد. وأكدت وسائل إعلام عبرية أن الجيش حذّر الحزب من رد «غير متناسب» في حال إطلاق أي صاروخ من لبنان.

وقال مصدر أمني إسرائيلي إن «جولة إضعاف حزب الله يجب أن تُنجز قبل نهاية العام»، معتبراً أن الحكومة اللبنانية لن تقوم بهذه المهمة، ومشيراً إلى إمكانية تحقيق «إضعاف دراماتيكي» بقتال قصير.

في الداخل، شدّد قائد الجيش جوزف عون على أن الاعتداء الإسرائيلي بالتزامن مع ذكرى الاستقلال يؤكد رفض تل أبيب الالتزام بالقرارات الدولية والمساعي لوقف التصعيد، فيما دعا رئيس الحكومة نواف سلام إلى توحيد الجهود خلف الدولة لمنع الانزلاق نحو مخاطر كبرى.

سياسياً، رأت مصادر واسعة الاطلاع أن العدوان الأخير قوّض فرصة التفاوض حول تهدئة الحدود، معتبرة أنه جاء كجواب ناري على المبادرة التفاوضية التي أطلقها الرئيس عون. وأفادت المعلومات بأن اللجنة الخماسية تبلّغت من إسرائيل بأن الاغتيال «لن يشكّل تصعيداً ما لم يرد حزب الله».

دولياً، دعت الأمم المتحدة إلى وقف الأعمال العدائية والامتثال للقرار 1701، فيما كان لافتاً موقف الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون الذي اعتبر خطاب الرئيس عون في الاستقلال «بالغ الأهمية»، مؤكداً ضرورة التحرك الحازم لاستعادة السيادة في الجنوب، وكاشفاً عن مؤتمر فرنسي لدعم تعافي لبنان، وآخر سعودي لتمويل الجيش بالتنسيق مع باريس.

المنشورات ذات الصلة