عاجل:

فلسفة العلاقة بين الدماغ والسلوك

  • ٨

"إيست نيوز"-آراء حرة

 الدكتورة بهيّة الطشم


" لا يكفي ان نملك فكراً أو عقلاً جيداً ؛ المهم أن نطبّقه تطبيقاً حسناً." 

هي العبارة الذهبية لفيلسوف العقل ديكارت:

Descartes وصاحب امهات الكتب في فلسفة العقل والتي آثرنا البدء باستقراء ابرز معانيها ...فالعقل الذي مركزه الدماغ

هو أول ما خلقه الله....في الانسان وجعله متميزاً عن غيره من الكائنات ليكون....الانسان هو الحيوان العاقل أو الناطق في الكوزمولوجيا ( عالم الوجود) قاطبة.

ولا نغفل فكرة جوهرية مفادها أن الانسان هو حيوان ضاحك...فالضحك هو سمة استثنائية في هيولى الانسان ...تنطبع في ارهاصاته الانطولوجية وبشكل نسبي...وتتباين أسبابها وتداعياتها

وفقاً لاختلاف طبائع البشر...

وغالباً ما يسعى سكان كوكب الأرض إلى جعل الضحكة رفيقتهم الدائمة وإن اختلفت كلياً أو جزئياً معالم سلوكياتهم الظاهرة والمستترة..وكذلك مهما تباينت وسائلهم في تحقيق غاية الغايات في حياتهم...( وجه السعادة....والضحكة الصادحة التي لا شقاء بعدها).


إنه الدماغ....موئل العقل....( شمس الأحكام الصائبة)...ومُلهم الفلاسفة وتاج العباقرة السرمدي...

وبالعودة الى الكلمات العقلية لرافع لواء القوة الناطقة بالمنطق وأب الحكمة....ديكارت..ومؤلف كتاب ( مقالة الطريقة لحُسن قيادة العقل). 

ان البشر متساوون في قوة العقل ومختلفون في قوة الاختراع...

وقد خصّ الكلمة الأخيرة بمعاني عقلية فائقة ؛ ...ذلك ان سمة الاختراع متلازمة بالأفعال والسلوكيات...

وتستحضر قوتنا التفكيرية هنا بإعجاب شديد القول الرائد لفيلسوف الوجودية سارتر: " الانسان هو انسان بما يفعل ."

 أما الفيلسوف وعالم النفس الألماني كارل ياسبرزJaspres: الانسان انسان بما يفكر ويفعل."

لنلتمس ان القوة التفكيرية في الدماغ ( مرتع العقل البشري هي بمثابة المحرك الديناميكي الذي يوجّه السلوكيات المتنوعة....ولا غرابة في هذا السياق من أن نقدّم فكرة بارزة على طبق الاستنتاج المرتكن الى بنات أفكار العقل نفسه....ألا وهي أن المجنون ليس فاقداً للعقل...ولكن عقله يعمل بطريقة خاطئة ويأمره بسلوكيات شاذة وغريبة عن المألوف فيما هو متعارف عليه في العقل الجمعي....

 وفي سياق استقراء مسوّغ الوجود الانساني ( العقل)

نستذكر ايضاً قول أمير البلاغة والبيان الامام علي (ع): " ان أكبر الغنى العقل واكبر الفقر الحمق."

واذا ما انبثقت الأفكار بإختلافها من العقل ....فإن الدوافع هي التي تحرّك السلوكيات البشرية ؛ كما أن الأخيرة....( السلوكيات) هي ترجمة للعقل....على اعتبار أن التصرفات هي وحدات القياس لمعالم شخصية الانسان.

ذلك ان الدوافع بتباين انواعها...

ترسم حنايا كل شخصية تبعاً لدورها في تنفيذ السلوكيات...

فرصد التصرفات تحت مجهر التحليل العقلي مع تراكم المواقف المتنوعة إبّان الفترات الزمنية المتلاحقة....هي العامل الأبرز في متابعة الاستراتيجية الامثل لكيفية التعامل مع الشخصية السويّة أو المرضية...

اذاً العقل وهو الغريزة الجوهرية لإنسانية الانسان وموطنه الدماغ....

هو أداة وأورغانون الفهم والربط والتمييز والاستنتاج ....

وبانوراما السلوكيات هي صورة واضحة عن

طبيعة الذكاء أو الغباء العقلي لأي انسان...

وما أرقى....ان تكون السلوكيات المرتكزة على العقل الراجح هي دليل الانسان في سلوكياته الفردية والجمعية!

المنشورات ذات الصلة