عاجل:

الغارة على حارة حريك قد تُشكّل الإنذار الأخطر

  • ٣٧

جاء في "مانشيت" جريدة "النهار":

لم تقف خطورة اغتيال رئيس أركان "حزب الله" هيثم الطبطبائي في قلب الضاحية الجنوبية على نجاح إسرائيل التصاعدي في اغتيال قادة الحزب الأساسيين والأركان والكوادر والعناصر، وكذلك عودة الغارات الإسرائيلية ان بقصد الاغتيالات وان بقصد قصف البيئة الحاضنة للحزب على الضاحية الجنوبية لبيروت، وإنما تجاوزتها في التوقيت والجغرافيا والظروف إلى دلالات اعمق وأوسع خطورة تمثلت اقله في ابرز الوقائع والمعطيات الاتية:

أولا: ان نهج الاغتيالات الإسرائيلية لا مرد له ولا خطوط حمر ولا اتفاقات حتى تردع إسرائيل عنه على ما ترمز اليه عملية اغتيال الطبطبائي البارحة قبل أربعة أيام من مرور سنة كاملة على اتفاق وقف الأعمال العدائية بين لبنان وإسرائيل.

ثانيا : ان الغارة الإسرائيلية على حارة حريك، ولو كان هدفها الحصري اغتيال الرجل الثاني في هيكلية "حزب الله "، قد تشكل الإنذار الأخطر والأكثر تقدما إلى احتمال ان تكون نذير العملية العسكرية الموسعة أو الضربات الواسعة التي تُهدّد إسرائيل بانها خيار حتمي وشيك والتي يضج الإعلام الإسرائيلي بتقارير على مدى الساعات تشرح أهدافها ودوافعها . وهو الأمر الذي بات يثبت معادلة ان السؤال لم يعد هل تحصل الحرب الواسعة الجديدة بل متى تحصل فقط ؟ هذه المعطيات لم تبددها معلومات الإعلام الإسرائيلي عن أن لجنة "الميكانيزم" تبلغت بأن عملية الاغتيال التي نفذتها إسرائيل لن تشكل تصعيدًا إلا إذا ردّ عليها "حزب الله".

ثالثا : يثبت التصعيد الإسرائيلي الحاصل ان لا إسرائيل ولا الولايات المتحدة الأميركية أيضا ، أخذتا في الاعتبار بعد خيار التفاوض الذي يعرضه لبنان بدليل ان الغارة على الضاحية واغتيال الطبطبائي حصلا بعد 48 ساعة من إعلان رئيس الجمهورية العماد جوزف عون مبادرته الأخيرة ولم يكن بعدها إلا تصعيد إسرائيلي من جهة وصمت وتجاهل أميركي من جهة أخرى اقله كما توحي المعطيات الظاهرة حتى الان.

رابعا : لم يعد خافيا ان مخاوف تعاظمت في الساعات الأخيرة من احتمال تدهور الوضع في لبنان في الأيام القليلة المقبلة بما يضع زيارة البابا لاوون الرابع عشر للبنان التي تبدأ الأحد المقبل وتستمر إلى الثلاثاء الذي يليه ، في مهب الخطورة مهما جرى الكلام عن ضمانات لعدم حصول ما يتهدد حصولها.


المنشورات ذات الصلة