في ساعةٍ لم يتوقعها أحد، وفي عمق الضاحية الجنوبية حيث اعتاد تجار السلاح التحرك في الظلّ، دوّى صدى الأمن بقوة. عملية دقيقة، جريئة، ومباغتة، قلبت الموازين وأعادت نبض الطمأنينة إلى الشوارع التي طالها العبث. إنها ليست مجرد مداهمة… إنها رسالة صارخة بأن القانون ما زال الأقوى.
وفي هذا السياق، تمكّن مكتب مكافحة الإرهاب في الشرطة القضائية من تنفيذ عملية نوعية أسفرت عن مداهمة مستودعين للأسلحة ومخرطة متخصصة في تعديل وتصنيع السلاح داخل الضاحية الجنوبية، حيث جرى مصادرة كامل محتوياتهما. وقد لاقت هذه الخطوة تقديراً واسعاً من أهالي المنطقة الذين اعتبروا أن هذه الإجراءات أعادت للضاحية جزءاً من أمنها، وبدأوا يشعرون بانفراج طال انتظاره نتيجة تنظيف المنطقة من المظاهر المخلة.
وكانت "إيست نيوز" قد ذكرت صباحاً نقلاً عن شهود عيان في الضاحية الجنوبية، أن مكتب مكافحة الإرهاب في بيروت وجبل لبنان التابع لقسم الإرهاب في وحدة الشرطة القضائية نفّذ خلال الساعات الأخيرة سلسلة مداهمات واسعة طالت مواقع يُشتبه بانتمائها لتجار السلاح. وبحسب المعلومات التي حصلت عليها "إيست نيوز"، فقد شملت إحدى المداهمات شارع بيت المقداد، حيث ضبطت القوة الأمنية أكبر مخرطة مستخدمة في تعديل وخرط الأسلحة الحربية داخل الضاحية، إضافة إلى كميات كبيرة من الأسلحة المتنوعة.
وتأتي هذه العملية في إطار الجهود المستمرة لتعزيز الأمن، ضمن خطة شاملة تستهدف مكافحة الجرائم وحماية الاستقرار في مختلف المناطق.