كتبت صحيفة "الأخبار" أنّ اللقاءات المتتالية بين بيروت ودمشق، والتي تناولت ملفات أمنية وقضائية، شهدت بحثاً جدياً في ملف ترسيم الحدود، في إطار خطوات عملية لإعادة بناء إطار جديد للعلاقة بين البلدين. وفي هذا السياق، جاءت الزيارة الرسمية التي قام بها نائب رئيس الحكومة طارق متري إلى دمشق، حيث التقى الرئيس السوري أحمد الشرع، وتركّز البحث على سبل تطوير العلاقات الثنائية وتعزيز التعاون بما يخدم مصالح الطرفين.
وخلال الزيارة، عقد متري اجتماعات مع وزير الخارجية أسعد الشيباني ووزير العدل مظهر الويس، وتمّت مناقشة ملفات الموقوفين والمفقودين ومسألة الحدود، مع تأكيد الطرفين العمل لإيجاد حلول عادلة تُسهم في تعزيز التعاون القضائي بين البلدين.
ونقلت "الأخبار" أنّ الرئيس السوري أبدى رغبة واضحة بتحسين العلاقات مع لبنان، مؤكداً أن ملفات الحدود البرية وغيرها يمكن للجان مشتركة أن تعالجها من دون أي وساطات خارجية. كما شدد مصدر سوري على أن دمشق تريد ترسيماً كاملاً للحدود من الشمال إلى الجنوب، فيما اعتبر الشرع أنّ ملف مزارع شبعا ليس مناسباً للبحث في الظروف الحالية لارتباطه بعوامل إقليمية ودولية.
وتوقفت الصحيفة عند الدور الفرنسي المستجد، مشيرةً إلى أنّ المستشارة الرئاسية الفرنسية آن كلير لوجندر طرحت في بيروت تقديم خرائط تعود إلى أيام الانتداب للمساعدة في الترسيم، وسط حديث عن اجتماع تقني مرتقب بين وفدين لبناني وسوري. لكن مصادر سورية قلّلت من الحاجة للدور الفرنسي، مؤكدة وجود الخرائط لدى البلدين ولدى الأمم المتحدة.
زيارة متري أثارت تساؤلات حول ذهابه منفرداً من دون وفد مرافق، فيما أوضحت المعلومات أنّ اللقاء طلبه الجانب السوري حصراً مع متري بصفته رئيس لجنة التنسيق بين البلدين، مع وجود امتعاض سوري من أداء وزير العدل عادل نصار وتأخير توقيع اتفاقية التعاون القضائي وتبادل الموقوفين، إلى حدّ إبلاغ دمشق ملاحظاتها للسعودية وفرنسا.
وبحسب المصادر، فقد أبدى الجانب السوري استغراباً من عدم تمكن الحكومة اللبنانية من إيجاد مخرج قانوني لمعالجة ملف السجناء السوريين، وسط مخاوف من وجود اعتراض سياسي داخلي يعطّل التسوية. وتؤكد المعلومات أن زيارة متري شكلت بداية مرحلة جديدة في العلاقات، تتقدّم فيها قضية الحدود إلى الواجهة، بدفع فرنسي وأميركي، فيما يُنظر إلى متري كـ"سوبر وزير" مكلف أيضاً بملف التفاوض غير المباشر مع إسرائيل، باعتبار أنّ الحدود مع سوريا تشكل نقطة تلاقي بين المسارين.