عاجل:

على وقع المخاوف العسكرية ...هل من امل بأسبوع الديبلوماسيتين السياسية والاقتصادية... (خاص)

  • ٥٦

خاص – "ايست نيوز"

جورج شاهين

على وقع التحضيرات الجارية لعقد مؤتمر "بيروت واحد" المخصص لجمع المساعدات والقروض لإعادة الانماء والاعمار إيذانا بورشة اقتصادية بامتياز، ترجمتها الاستعدادات لاستقبال ممثلي الدول والمؤسسات والشركات والهيئات المانحة العربية والغربية والاممية للمشاركة في "مؤتمر بيروت 1"، دشن السفير الأميركي الجديد في لبنان ميشال عيسى أسبوع الديبلوماسية السياسية بجولته التي بدأت في وزارة الخارجية سلم خلالها أوراقه الى وزير الخارجية يوسف رجي والتي ستسبقه الى الدوائر المعنية في القصر الجمهوري في بعبدا من اجل ان يتقدم بها لاحقا الى رئيس الجمهورية العماد جوزف عون على ان يقوم بزيارة لاحقة الى عين التينة حيث ينتظره رئيس مجلس النواب نبيه بري.

والى هذه الحركة الديبلوماسية التي أحياها عيسى بافتتاح مهمته في لبنان وسط الكثير من السيناريوهات التي رافقت وصوله الى بيروت ومجموعة التنبؤات التي غلب عليها طابع الأمنيات والرغبات بدلا من المعلومات. ذلك أن الأوساط السياسية والديبلوماسية تنتظر ما يمكن ان يعلنه عيسى بصرف النظر عما كل ما سبق وصوله الى العاصمة اللبنانية.

وفي هذه الأجواء كشفت مصادر ديبلوماسية وسياسية مطلعة لـ "ايست نيوز" إن عيسى يسعى الى وضع المسؤولين اللبنانيين في الأجواء التي لا تحمل جديدا عما حمله الموفدون الاميركيون السابقون، ذلك ان كل ما حمله موفدا الرئيس دونالد ترامب منذ دخوله البيت الأبيض في 20 كانون الثاني الماضي السيدة مورغان اورتاغوس والسفير توم براك من رسائل لم تتغير في غ=عناوينها الأساسية عن موفدي الرئيس السابق جو بايدن ولا سيما تلك التي حملها السيد عاموس هوكشتاين فكيف بالنسبة إلى خلف لسلف هما من الإدارة الترامبية عينها.

على هذه الخلفيات، دعت هذه المصادر الى التريث في الحكم على مهمة عيسى وانتظار أيام عدة على الأقل للتثبت مما يمكن ان يغيره في الإستراتيجية الأميركية المعتمدة في لبنان من ضمن ما هو مرسوم للمنطقة. هذا إن كانت هناك بوادر تغيير ممكن. فكل مواقفه السابقة التي رافقت المراحل الإدارية والديبلوماسية التي عبرها بعد تسميته للموقع الجديد في حياته المهنية بما فيها شهادته أمام أعضاء لجنة الشؤون الخارجية في الكونغرس وتلك التي انتهت بتكليفه بهذه المهمة توحي بانه يترجم التوجهات عينها التي حملها أسلافه ولا سيما السفير توم براك بصفته الصديق المشترك لكل من ترامب وعيسى وقد شكل تعيينهما من خارج السلك الديبلوماسي في الخارجية الأميركية نموذجا فريدا لم يعتمده ترامب في باقي التشكيلات الديبلوماسية الواسعة التي أجراها في وزارة الخارجية لما تجمعهما به من علاقات شخصية دفعته إلى تكليفهما بأدق ملفين في منطقة الشرق الأوسط وهم مرتبطان الى حد بعيد في كل أوجه ازمتيهما ولا سيما اللبنانية منها والسورية.

والى هذه الاهتمامات الديبلوماسية تجدر الإشارة الى أن الهم الاقتصادي سيكون في واجهة الاهتمامات لهذا الاسبوع، مع التحضيرات التي انطلقت من اجل انعقاد مؤتمر بيروت واحد" الذي حمل شعار "Beirut One – الثقة المستعادة"، الذي سيعقد غدا وبعد غد برعاية رئيس الجمهورية العماد جوزف عون. وهو المؤتمر المخصص لإعادة تحفيز الاستثمار في الاقتصاد اللبناني، ويتوزع على مجموعة منصات متخصصة تعالج كل منها قطاعاً من قطاعات الاقتصاد اللبناني الحيوية.

وعليه بنيت الرهانات المنطقية على الاعلان السعودي نهاية الأسبوع الماضي عن مشاركة المملكة الواسعة فيه بوفد يجمع كبار المستثمرين ومعهم أعضاء اللجنة الفنية السعودية المكلفة بدراسة ملف رفع الحظر عن الصادرات اللبنانية الذين وصلوا الى بيروت وباشروا سلسلة لقاءات من السرايا حيث عقد لقاء مع رئيس الحكومة نواف سلام في إطار متابعة المباحثات الثنائية الهادفة إلى إعادة تفعيل حركة التصدير بين البلدين، ودرس الآليات والإجراءات المطلوبة لضمان استئنافها بشكل آمن ومنظّم.

وفي الوقت الذي تعكس فيه الزيارة اهتمامًا سعوديًا متجدّدًا للبحث في سبل تعزيز التعاون الاقتصادي مع لبنان، بات التعويل عليها لفتح الباب أمرا طبيعيا ومنطقيا لما يشكله من خطوة أولى أمام مجموعة الخطوات العملية التي قد تمهّد لعودة الصادرات اللبنانية إلى الأسواق السعودية وما تستجره من انتعاش طال انتظاره في ظل حجم الصادرات الزراعية الى أسواقها وقد غابت عنها منذ ان غزتها صادرات "الليمون" و"الشاي" المخدر وخلافهما، فكانت القطيعة التي اقترب موعد فكها بعد أن ساهمت مبادرة كويتية في مطلع العام 2022 بالتخفيف منها ولجم انهيارها نهائيا ولكنها لم تكتمل الى الدرجة المتوقعة اليوم.

وعلى هامش هاتين الورشتين الديبلوماسية والاقتصادية تبدو الورشة العسكرية قائمة وسط مخاوف من تفلت إسرائيل من عقال الضغوطات الديبلوماسية الأميركية والأوروبية الساعية الى استكمال تنفيذ ما تقرر في قطاع غزة وسط العقبات التي تواجهها الديبلوماسية الأميركية في مجلس الأمن الدولي وخشيتها من التعديلات المقترحة على مشروع القرار المطروح اليوم على مجلس الأمن الدولي بشأن التوجه في نهاية المطاف الى أي شكل من أشكال الدولة الفلسطينية على عتبة التفاهمات المحتملة مع سوريا وعشية القمة الأميركية السعودية التي يبنى عليها الكثير وسط إصرار المملكة على استكمال تنفيذ مشروعها مع الدولة الفرنسية على الطريق الى تكريس منطق الدولتين.

وفي الختام لا يبدو منطقيا ان الورشتين الديبلوماسية والاقتصادية سيكون لها التأثير المباشر على الوضع العسكري والأمني فلا حان وقت وقف المسيرات فوق لبنان ولا تم التوصل الى وقف الاغتيالات المبرمجة على مخزون لا ينضب من المعلومات حول تركيبة حزب الله ومواقع الضعف التي سمحت بالاستهدافات الأخيرة للقيادات والعناصر بطريقة أوحت بانكشاف كامل لا يحول دونه التهديد بالتمسك بالسلاح الذي لا يمكن استخدامه في أي شبر من مساحة لبنان بعدما باتت الـ 10452 كلم2 مرصودة على النفس.


المنشورات ذات الصلة