عاجل:

مصر مازالت على خط التهدئة.. المبادرة تتبلور وإسرائيل تبحث عن اتفاق بلا ضمانات

  • ٢٣

كتب داود رمال في جريدة "الأنباء" الكويتية:

تترقب الساحة اللبنانية بارتياح وتفاؤل المسار الذي تقوده القاهرة في محاولة لفرملة الانزلاق نحو مواجهة أوسع في الجنوب، وسط اقتناع عام بأن أي مبادرة جدية لاحتواء التصعيد تحتاج إلى قوة دفع إقليمية ووسيط يحظى بثقة مختلف الأطراف. وفي هذا الإطار، تبرز الحركة المصرية المتنامية باعتبارها الأكثر تماسكا وواقعية حتى الآن.

وقال مصدر ديبلوماسي لـ «الأنباء»: «النيات المصرية تجاه لبنان إيجابية بالكامل. وتتحرك القاهرة من منطلق الحرص على استقرار لبنان وعدم تحول الجبهة الجنوبية إلى مدخل لحرب مفتوحة قد تمتد إلى المنطقة بأكملها. وتخضع النسخة الأولى من الأفكار المصرية للجوجلة، على أن تتبلور الصيغة النهائية خلال الزيارة المنتظرة لوزير الخارجية المصري بدر عبدالعاطي إلى بيروت، حيث ستعرض المقترحات المحدثة على المسؤولين اللبنانيين».

وأضاف المصدر: «يستمر مدير المخابرات العامة المصرية اللواء حسن رشاد في اتصالاته مع مختلف الجهات، وتنتظر القاهرة الجواب الرسمي من إسرائيل على الأفكار التي نقلت إليها. ويجري رشاد تنسيقا دقيقا بهدف تجميع الخيوط السياسية والأمنية التي تسمح ببلورة إطار تفاوضي قابل للحياة، لكن الأمر لايزال رهن الإرادة الإسرائيلية التي لم تظهر حتى الآن تجاوبا واضحا».

أما حول مضمون الأفكار المصرية، فأوضح المصدر «أنها ترتكز إلى مجموعة خطوات متكاملة، أبرزها: إنهاء عملية نزع السلاح جنوب الليطاني وفقا لمقتضيات القرار 1701. إعلان واضح من حزب الله بأنه لن يشن أي هجوم على إسرائيل أو يستخدم سلاحه ضدها. التزام بعدم مراكمة قدرات عسكرية جديدة، وتجميد السلاح شمال الليطاني. في المقابل، يتم إطلاق مسار تفاوضي شامل يعالج كل النقاط العالقة، بدءا من تثبيت الحدود البرية، مرورا بإعادة الإعمار وإطلاق الأسرى، وصولا إلى وقف الأعمال القتالية من قبل إسرائيل».

لكن المصدر لفت إلى أن السؤال الأساسي يبقى في مكان آخر وهو «هل ستتوقف إسرائيل عن عمليات القتل والاعتداءات إذا وافقت على المبادرة المصرية وبدأ التنفيذ؟». ويجيب قائلا «لا ضمانات حتى الآن لوقف الأعمال العدائية»، وأنه «لا يوجد أي ضامن قادر على فرض التزام فعلي على إسرائيل، الأمر الذي يثير مخاوف جدية من أن تواصل عملياتها رغم انطلاق المسار التفاوضي».

وكشف المصدر عن أن إسرائيل «تريد الذهاب إلى اتفاق جديد تحت النار ومن دون تقديم ضمانات، وتحاول استخدام الضغط العسكري كمظلة لأي تفاوض مقبل، ما يجعل نجاح المبادرة المصرية مرهونا بقدرة القاهرة على انتزاع حد أدنى من الضمانات، وبمدى استعداد إسرائيل للتوقف عن سياستها القائمة على إنتاج الوقائع الميدانية قبل أي اتفاق».

وبين الانخراط المصري المتصاعد، والارتباك الإسرائيلي الواضح في تحديد وجهة المفاوضات، والخوف اللبناني من استمرار الاستنزاف، يبقى وقف النار الحقيقي هو الامتحان الفعلي لأي مبادرة، وهو الشرط الذي لايزال معلقا حتى اللحظة.


المنشورات ذات الصلة