واشنطن غير مهتمّة بموقف عون: ليضع اللبنانيون ورقة واضحة وليأتوا إلى التفاوض المباشر

  • ٣٦

وسط الجمود السياسي بشأن الجبهة مع العدو الإسرائيلي، علمت «الأخبار» من مصادر مطّلعة أنّ الرئيس جوزيف عون فوجئ بعدم تلقيه أي ردّ من الولايات المتحدة أو إسرائيل على إعلانه الاستعداد للتفاوض لإنجاز ترتيبات تحقق هدنة جنوباً. وأوضحت أنّ عون كان ينتظر اتصالات أميركية، لكن واشنطن اعتبرت أنّ ما أعلنه لا يستدعي التحرك، ولا تزال تدعو لبنان إلى اتخاذ إجراءات تنفيذية تعكس التزامه بخطة حصر السلاح.

في هذه الأثناء، كان الجانب الأميركي يراجع مع قيادة الجيش اللبناني ما يقوم به في جنوب نهر الليطاني وشماله. وسرت معلومات عن «قلق» أميركي من دعوة نُسبت لقائد الجيش، العماد رودولف هيكل، في مجلس الوزراء، إلى توقف لبنان عن تنفيذ القرار جنوب الليطاني ما دامت إسرائيل تواصل اعتداءاتها واستفزازاتها. مع العلم أنّ هيكل لم يطالب بتجميد الخطة، لكنه شدّد أمام مجلس الوزراء والجانب الأميركي على أنّ الاعتداءات الإسرائيلية تعرقل تنفيذ خطة الجيش.

وقالت مصادر مطّلعة لـ«الأخبار» إنّ الملاحظة الأميركية على موقف عون حول المفاوضات تتركّز على أنّ «الاتصالات مع مسؤولين لبنانيين لم تُظهر وجود تفاهم على التفاوض، وكان يُفترض أن يدخل عون، إلى جانب الرئيس نبيه بري في مفاوضات مع حزب الله، للوصول إلى ورقة تمثّل لبنان الرسمي وتحظى بموافقة الحزب، عندها يمكن للوساطة الأميركية أن تنطلق بفاعلية».

وبينما وصل السفير الأميركي الجديد ميشال عيسى إلى بيروت، أشارت معلومات إلى احتمال حصول زيارة سريعة للمبعوث توم برّاك لمساعدة عيسى في وضع برنامج عمل للمرحلة المقبلة. لكن متصلين به قالوا إنّه لا يرى حاجة للزيارة ما لم يقدم لبنان شيئاً يحرّك الأمور. مع الإشارة إلى أنّ الحديث عن تجميد دور برّاك لم يتوضّح كفاية، فيما نُقل عنه أنه منشغل بالملف السوري وبمحادثات تخصّ الملف الأرميني – الأذربيجاني – التركي.

وحول الزيارة الأخيرة لوفد الخزانة الأميركية إلى لبنان، قالت شخصيات التقت الوفد إنّ التركيز كان على الإصلاحات المالية والاقتصادية. لكن الأميركيين تحدّثوا صراحة عن ضرورة محاصرة حزب الله، ليس بالضغط لنزع سلاحه، بل عبر إجراءات تعرقل قدرته على إدخال الأموال إلى لبنان، مع طلبات محددة لمراقبة آلية إنفاق هذه الأموال.

المنشورات ذات الصلة