عاجل:

رجي وسيارتو يتفقان: 1.5 مليون يورو مجرية لجيش لبنان... ونداء أوروبي لتشجيع السوريين على العودة فور

  • ١٨

التقى وزير الخارجية والمغتربين اللبناني يوسف رجي نظيره الهنغاري بيتر سيارتو في بيروت، في لقاء ثنائي تلاه محادثات موسعة، تركزت على سبل تعميق التعاون الثنائي والقضايا المشتركة بين البلدين. وأكد الوزيران على الأهمية القصوى لاستقرار لبنان، مع إعلان سيارتو عن تخصيص دعم مالي مجري لتعزيز قدرات الجيش اللبناني ودعم المجتمعات المسيحية.

طموح لبناني في دولة طبيعية بلا سلاح غير شرعي

خلال اللقاء، شكر الوزير رجي هنغاريا على دعمها الدائم في المجالات الثقافية والتربوية. وشدد على أن "طموح الشعب اللبناني بمختلف طوائفه هو العيش معاً في بلد طبيعي لا سلاح فيه إلا السلاح الشرعي ولا قرار فيه إلا للدولة اللبنانية ولا تدخل خارجي بشؤونه". مؤكداً على أن لا خطر يتهدد أي طائفة في لبنان، وأن الهدف هو أن يعيش أبناؤه بسلام تحت القانون.

ودعا رجي بودابست إلى المساعدة في ممارسة الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها اليومية والانسحاب من الأراضي المحتلة والإفراج عن الأسرى. كما أكد على أهمية موقف هنغاريا داخل الاتحاد الأوروبي لحل ملف النازحين السوريين وإقناع الدول الأعضاء بتقديم المساعدات اللازمة لتأمين عودتهم إلى بلادهم.

المجر تخصص 1.5 مليون يورو لإعادة تسليح الجيش ودعم نزع سلاح حزب الله

من جانبه، أكد الوزير الهنغاري بيتر سيارتو التزام بلاده بدعم لبنان، معتبراً أن استقراره شرط أساسي للسلام في الشرق الأوسط. وفي إعلان هام، كشف سيارتو أن المجر "ستساهم عبر الاتحاد الأوروبي في تمويل إعادة تسليح الجيش اللبناني بقيمة مليون ونصف يورو".

وشدد سيارتو على أن "تعزيز قدرات القوات المسلحة اللبنانية هو السبيل الوحيد لدعم استقرار الدولة اللبنانية وضمان التقدم بتنفيذ خطة الحكومة لنزع سلاح حزب الله"، والحفاظ على أطول مدة لوقف إطلاق النار مع إسرائيل.

كما أعلن سيارتو عن تخصيص بلاده مبلغ 200 مليون فورنتس (ما يعادل نصف مليون يورو) هذا العام لتحديث التعليم في المدارس الكاثوليكية، وتقديم الدعم المالي للعائلات المسيحية المحتاجة في بيروت، وتمويل برامج إنسانية في منطقة البقاع، وذلك استمراراً لجهود سابقة شملت ترميم 63 كنيسة مسيحية.

ملف النازحين: دعوة للعودة وإعادة الإعمار في سوريا

وتعهد سيارتو بالمساعدة في حل ملف النازحين السوريين، معتبراً أن الأسباب التي دفعتهم للابتعاد عن بلادهم "لم تعد قائمة في ظل الإدارة السورية الجديدة".

وحثّ الوزير الهنغاري الاتحاد الأوروبي والأمم المتحدة على تشجيع الوافدين من سوريا على العودة إلى بلادهم بدلاً من البقاء في لبنان، ورأى أن المساعدات المالية المقدمة لهم يجب أن تُوجه نحو إعادة إعمار سوريا لتوفير عودتهم سريعاً، لتخفيف العبء عن كاهل الدولة اللبنانية.

مؤتمر صحفي: صداقة تاريخية وتعاون ثقافي

وفي مؤتمر صحفي مشترك، أكد الوزير رجي أن علاقة تاريخية تقوم على الاحترام والصداقة تربط لبنان وهنغاريا. وشدد على أهمية استمرار مساهمة المجر في تعزيز قدرات الجيش اللبناني، خاصة بعد انتهاء ولاية "اليونيفيل"، لضمان الأمن على كامل الأراضي اللبنانية.

وعبر رجي عن امتنان لبنان لمساهمة هنغاريا في "اليونيفيل"، مستنكراً بشدة الاعتداء الإسرائيلي الأخير على قواتها. كما رحب بالتوقيع على مذكرة تفاهم بين الأكاديمية الدبلوماسية الهنغارية وأكاديمية الدبلوماسية في جامعة الروح القدس – الكسليك، مشيراً إلى أن ترميم 64 كنيسة أثرية يشكل شهادة حية على القيم المشتركة بين البلدين.


تصوير:

عباس سلمان 

المنشورات ذات الصلة