عاجل:

عون: خيار التفاوض كفيل بإعادة الاستقرار إلى كل لبنان

  • ٤٤

الرئيس عون : اعادة الاعمار هو حجر الاساس لتمكين الجنوبيين من العودة والصمود

لكن ذلك لا يتم في ظل لاعتداءات اليومية ضد المواطنين والمنشآت المدنية والرسمية


لوجاندر: فرنسا ستعمل من اجل تثبيت الاستقرار في الجنوب

وتفـــعيل عمل " الميكانيزم" وفق الرغبة اللبنانية


ابلغ رئيس الجمهورية العماد جوزاف عون المستشارة السياسية للرئيس الفرنسي ايمانويل ماكرون السيدة آن كلير لو جاندر خلال استقباله لها ظهر اليوم في قصر بعبدا، في حضور السفير الفرنسي في لبنان السيد هيرفيه ماغرو، ان ما يمنع الجيش اللبناني من استكمال انتشاره في منطقة جنوب الليطاني حتى الحدود الدولية، هو استمرار الاحتلال الإسرائيلي لاراضي لبنانية ومواصلة الاعمال العدائية وعدم تطبيق الاتفاق الذي تم الإعلان عنه في تشرين الثاني 2024. وأضاف الرئيس عون: "رغم كل ذلك يواصل الجيش اللبناني عمله في المناطق التي انتشر فيها جنوب الليطاني لاسيما لجهة مصادرة الأسلحة والذخائر والكشف على الانفاق والمستودعات وبسط سلطة الدولة كاملة تطبيقا لقرار مجلس الامن 1701 وتنفيذا للخطة الأمنية التي وضعتها قيادة الجيش بناء على طلب الحكومة اللبنانية. وشدد الرئيس عون على ان الجيش اللبناني ينفذ بدقة التعليمات المعطاة له خلافا لكل ما تروّج له إسرائيل من حملات بهدف النيل من قدرة الجيش ودوره الذي يحظى بدعم جميع اللبنانيين الذين يتابعون بتقدير ما تقوم به وحدات الجيش لتأمين حماية المواطنين الجنوبيين وتوفير السلامة العامة، وقد سقط حتى الان نحو 12 شهيدا في صفوف الجيش خلال تأديته مهامه، وكل ما يقال عن تقصير في عمل الجيش هو محض افتراء.

وشدد الرئيس عون امام لوجاندر على ان الدعم المعنوي للجيش لا يكفي لتمكينه من أداء دوره كاملا بل هو يحتاج الى تجهيزات وآليات عسكرية وهو ما يفترض ان يتوافر من خلال مؤتمر دعم الجيش والقوات المسلحة اللبنانية الذي يعمل الرئيس الفرنسي مشكورا على عقده بالتنسيق مع الولايات المتحدة الأميركية والمملكة العربية السعودية، إضافة الى التحضير أيضا لمؤتمر إعادة الاعمار الذي يشكل هو الاخر الحجر الأساس لتمكين الجنوبيين الذين دمرت قراهم ومنازلهم من العودة اليها والصمود. ولفت الى ان إعادة الاعمار لا يمكن ان تتم في ظل استمرار الاعتداءات الإسرائيلية اليومية خصوصا انها باتت تستهدف المواطنين والمنشآت المدنية والرسمية كما حصل مؤخرا في بلدة بليدا.

وأعرب رئيس الجمهورية عن استغرابه كيف ان بعض الدول تتبنى ما تروج له إسرائيل من عدم تنفيذ لبنان التزاماته بموجب اتفاق تشرين الثاني 2024، فيما يتجاهل هؤلاء ما تقوم به إسرائيل من اعتداءات متواصلة وانتهاك لإرادة المجتمع الدولي لاسيما إرادة راعيي اتفاق وقف الاعمال العدائية فرنسا والولايات المتحدة الأميركية. وأشار الرئيس عون الى الثقة القائمة بين الجيش وأهالي القرى والبلدات جنوب الليطاني مشددا على أهمية تعزيز هذه الثقة لان الجيش سوف يتولى بعد سنة من الان وحده المهام الأمنية كاملة بعد بدء مغادرة القوات الدولية لمنطقة العمليات مع بداية العام 2026. وفي هذا الإطار، أكد الرئيس عون ترحيبه باي مشاركة أوروبية في حفظ الاستقرار بعد انسحاب "اليونيفيل" بالتنسيق مع الجيش الذي سيرتفع عديده مع نهاية هذه السنة الى 10 الاف عسكري، لان مثل هذه المشاركة سوف تؤمن غطاء أوروبيا داعما للجيش الذي سيكثف عمله في الجنوب بعد الانسحاب الإسرائيلي على رغم الصعوبات والعوائق الجغرافية التي يواجهها العسكريون في عملهم نظرا لطبيعة الأرض الجنوبية وكثافة الاودية والاحراج. وذكر الرئيس عون السيدة لوجاندر بان مهام الجيش لا تقتصر على الانتشار في منطقة جنوب الليطاني بل لديه مهمات كثيرة في ارجاء البلاد كافة مثل حماية الحدود ومكافحة الإرهاب تهريب السلاح والمخدرات وحماية السلم الأهلي وغيرها من المهام الأمنية الدقيقة، مجددا التأكيد على أهمية دعم الجيش ليتمكن من القيام بما هو مطلوب منه على مستوى الوطن ككل.

وردا على استيضاحات السيدة لو جاندر أكد الرئيس عون على ان خيار التفاوض الذي أعلنه منذ أسابيع كفيل بإعادة الاستقرار الى المنطقة الجنوبية وكل لبنان لان استمرار العدوان لن يؤدي الى نتيجة والتجارب المماثلة في دول عدة أظهرت ان التفاوض كان دائما الحل المستدام للحروب التي لا طائل منها. واكد الرئيس عون على ان الدعم الخارجي من اشقاء لبنان وأصدقائه لمثل هذا التفاوض، ولاسيما من فرنسا والولايات المتحدة الأميركية، يمكن ان يعطي نتائج إيجابية، لافتا الى ان لجنة "الميكانيزم" واحدة من الجهات التي يمكن ان ترعى مثل هذا التفاوض.

وتناول البحث ملف الإصلاحات فاكد الرئيس عون على ان هذا المطلب هو لبناني قبل ان يكون دوليا، وقد باشرت الحكومة بالتعاون مع مجلس النواب في إقرار قوانين إصلاحية تناولت شؤونا مالية واقتصادية واجتماعية، والعمل مستمر لاعداد مشاريع قوانين أخرى تأخذ في الاعتبار ظروف لبنان الاقتصادية وتتناغم مع الأنظمة المعمول بها. كذلك تطرق البحث الى العلاقات اللبنانية- السورية ومسألة ترسيم الحدود البرية والبحرية على حد سواء والدور الذي يمكن ان تلعبه فرنسا في هذا الاطار لاسيما وانها تملك خرائط ومستندات تساعد في الإسراع في إقرار هذه الخطوة، فضلا عن ان الوصول الى اتفاق واضح ونهائي يحقق استقرارا مستداما على طول الحدود بين البلدين.

وكانت السيدة لوجاندر نقلت في مستهل الاجتماع الى الرئيس عون تحيات الرئيس ماكرون وتأكيده على الاستمرار في مساعدة لبنان والعمل على عقد مؤتمري إعادة الاعمار ودعم الجيش والقوات المسلحة. وأكدت ان فرنسا ستعمل من اجل تثبيت الاستقرار في الجنوب وتفـــعيل عمل "الميكانيزم" وفق الرغبة اللبنانية.

المنشورات ذات الصلة