عاجل:

الجيش يسير بين الألغام الإسرائيلية و"المزايدات الداخلية"... "الميكانيزم" تربك لبنان وتعجز عن لجم الاعتداءات (خاص)

  • ٥٢

خاص - "ايست نيوز"

ابتسام شديد

اتجهت الأنظار أكثر من مرة في الأشهر الاخيرة الى القيادة العسكرية في اليرزة، فالجيش كلف بتطبيق قرار السلطة السياسية بـ "حصر السلاح" وهو من أصعب الملفات على الإطلاق التي تتطلب إقامة توازن بين الواقعية من جهة والضغوط الدولية من جهة ثانية.

بحكم الواقعية السياسية، حزب الله جزء من المكون اللبناني ونزع سلاحه او سلاح اي فريق اخر لا يمكن ان يحصل من دون توافق وطني لئلا يصبح الجيش هدفا، وتنزلق الأمور الى صراع داخلي، أما الضغوط الدولية فصارت عبئا على الدولة والجيش معا بسبب استمرار الاعتداءات الإسرائيلية مما جعل قائد الجيش العماد رودولف هيكل يطلب مهلا إضافية بشأن مواعيد تنفيذ الخطة وما اثاره تسريب حديثه عن تجميدها لغطا لم يكن في زمانه ولا في مكانه إزاء ما يمكن ان تؤدي اليه هذه الخطوة. التي حاول البعض وضعها في برامج "الاستثمار السياسي" بهدف الاساءة الى الجيش.

وفي هذا الإطار أكدت مصادر عسكرية لموقع "ايست نيوز" ان مهمة الجيش اللبناني دخلت مسارا معقدا فالجيش يسير اليوم بين الألغام مع التصعيد الاسرائيلي المتوحش والطلبات التي ترد الى لجنة "الميكانزم" وآخرها طلب تفتيش بيوت الجنوبيين من جهة والمزايدات السياسية اللبنانية من جهة ثانية، وتقول المصادر إن تحذيرات قائد الجيش لم تشكل أي إشارة الى "إخفاق" الجيش بقدر ما كانت رسالة الى الداخل لاستيعاب خطوة المرحلة وتعقيداتها كما الى المجتمع الدولي لحثه على وقف الاعتداءات الإسرائيلية.

 وفي هذه الأجواء تكشف مصادر مطلعة لتعترف بان ما نقل عن "أصداء" غير إيجابية عن اجتماعات لجنة مراقبة تنفيذ تفاهم 27 ت 2 2024 بات مربكا للجانب اللبناني. لمجرد أنها دلت الى عجزها عن ضبط العدو الإسرائيلي ومنعه من مواصلة اعتداءاته، والتي تزامنت مع طلبات ممثليه في اللجنة التي وصلت الى مرحلة مرفوضة من جميع الأعضاء عدا عن موقف الجيش الرافض لها ومتشددا في التزام ما تقول به القيادتين العسكرية والسياسية بعدم التهاون مع مسائل تمس السيادة خصوصا ان العدو الإسرائيلي يتعامل بعدوانية في قصف الجنوب عندما يتعلق الأمر بالاشتباه بأهداف معينة.

ويعترف العارفون ان القيادة العسكرية عبرت عن حكمة في التعاطي مع الاحداث، وقد أبلغت المعنيين في اللجنة مؤخرا رفض تفتيش بيوت الجنوبيين، كما رفعت من سقفها بما يوازي الخطاب السياسي وترجمه أكثر من مرة وأدان الخروقات الإسرائيلية التي وصلت الى حدود الـ ٥ آلاف خرق، كذلك تضمنت بيانات الجيش اتهاما مباشرا لإسرائيل بعرقلة عمل الفرق العسكرية جنوب الليطاني .

السباق مع الوقت

 وفي النتيجة التي لا يرقى اليها أي شك، يظهر أن مهمة سحب السلاح من المخازن دخلت في سباق مع الوقت مع بدء موسم الشتاء الذي يعيق عمل فرق الهندسة. أضافة الى العوائق الميدانية واللوجستية المتعلقة بالنقص في التجهيزات لتؤكد ان "حصر السلاح" جنوب الليطاني يحتاج الى المزيد من الوقت طالما ان الخروقات الإسرائيلية مستمرة.

وتختم المصادر لتقول إن الجيش يواجه اليوم تحديات كثيرة، فهو عالق في الوسط بين الضغوط الدولية لتسريع خطة "حصر السلاح" من جهة والتصعيد الاسرائيلي الذي بلغ مرحلة ارتكاب المجازر بحق عائلات ومدنيين والجميع يعلم ان الجيش ليس في وارد المواجهة مع بيئة تدفع يوميا فاتورة الدم والتدمير في ظل الحذر الدائم في اليرزة من محاولة توريط الجيش وجره الى المواجهة معها بهدف تحقيق مكاسب سياسية.

المنشورات ذات الصلة