عاجل:

مرجع "شيعي مستقل": لم يقفل النقاش بعد في رسالة "حزب الله"... فهل استهدفت "الأخ الأكبر"!؟ (خاص)

  • ٨٠

خاص – "ايست نيوز"

جورج شاهين

مخطئ من يعتقد ان النقاش اقفل حول مضمون الرسالة التي وجهها "حزب الله" في السادس من تشرين الثاني الجاري عشية جلسة مجلس الوزراء المقررة للبحث في التقرير الشهري الثاني لقيادة الجيش عما نفذه من برامج عملية "حصر السلاح" بعدما كلف بالمهمة في الخامس من أيلول الماضي بهذه المهمة.

وفي اعتقاد العارفين في ما يجري في الكواليس السياسية ان الرسالة ما زالت موضوع بحث وتمحيص في بعض الأندية السياسية ولا سيما "الصالونات الشيعية" منها بعدما تبدلت أمور كثير في الوسط الشعبي نتيجة ما تركته الرسالة من ترددات سلبية في شكلها ومضمونها وفق قراءة هادئة اجرها مرجع شيعي يصر على ان يكون أداءه ومواقفه وتوجهاته المستقلة ليس عن "الثنائي الشيعي" فحسب وإنما هو حريص على ان المسافة تفصله عن "الشيعة المغالين" في معارضتهم تجاه هذا الثنائي أيضا مع تصنيف دقيق يجريه لبعض الأصوات التي مازالت تتفاعل في الأندية الشيعية المغلقة ولم تظهر الى العلن بعد وسط اعتقاد البعض ان الأوان لم يحن بعد لتظهير حجم المتغيرات التي طرأت على الساحة الشيعية وما اصابت البيئة الحاضنة للثنائي او لجزء منه.

وفي قراءة هذا المرجع المستقل، ان الرسالة صدمته لمجرد قراءة الاسطر الاولى منها، ولا سيما عندما وجد اسم رئيس مجلس النواب نبيه بري في من توجه إليهم الحزب الى جانب كلا من رئيس الجمهورية العماد جوزف عون ورئيس الحكومة نواف سلام، ومعهم " أبناء شعبنا الأبي في لبنان".

والى هذا الشكل الذي لم يمر المرجع عليه مرور الكرام، بعدما أعطاه ابعادا تفوق ما شملته التعليقات التي تلقتها الرسالة من كل حدب وصوب فقال انه من المرفوض ان يكون اسم الرئيس بري من ضمن لائحة من وجهت إليهم الرسالة؟ وقال ما حرفيته: "قد يكون إنكار كل ما انتهت إليه حرب "الإلهاء والإسناد" من نكبات وكوارث ما زالت تتفاعل، ربما ستبقى وجهة نظر من باب "القناعة الجهادية" ولكن ان يوضع "الأخ الأكبر" على لائحة المستهدفين بهذه الرسالة لا يمكن ان تمر بسهولة عند التعمق في الفوارق غير المسربة حتى اليوم عن مضمون جلسات المناقشات والحوار الدائر بين الحزب والطائفة.

والى اعتباره ان ما حصل في هذه الامر فان في المقلب الآخر من يبرر ان يكون الرئيس بري مستهدفا في الرسالة، إن تم حصر الموضوع في مصير ما هو مطروح من مفاوضات مباشرة مع إسرائيل، وهو الذي نادى بمفاوضات عبر "الميكانيزم" شرط ألا تؤدي الى أي اعتراف او تطبيع مع العدو الإسرائيلي، ولذلك قد يكون بري في مواجهة الحزب ان اتصل الأمر بمصير المفاوضات التي رفضها الحزب بأي شكل من اشكالها وصولا الى اعتبارها في "خدمة العدو" وكأن المقصود منها إضاعة الوقت رغم حجم المراوحة الذي تعيشه الساحة الداخلية، او تأخير سحب "قوة الرضوان" التي امسكت بأنفاس سكان المستوطنات والكيبوتزات اليهودية في الجليل الأعلى وشمال الأراضي المحتلة او انها من اجل التراجع عن استعادة القدس والاماكن المقدسة فيها. او انها تستهدف ما تحقق على مستوى الاعتراف بـ "الدولة الفلسطينية" وكأنها باتت على قاب قوسين أو ادنى من ان ترى النور، ولا يمكن التفريط بما تحقق على هذا المستوى. والأخطر إن كانت الرسالة قد كتبت في طهران ليبقى الملف حاضرا على طاولة مفاوضاتها البعيدة المدى مع واشنطن والتي يمكن ان تستغرق سنوات ليبقى البلد معلقا على أنماطها ونتائجها.

وختم المرجع ليقول: مهما اخفى الحرص على وحدة الثنائي فلا يمكن لاحد ان يبلع نسيان او تجاهل دور "الاخ الأكبر" في وقف المجزرة التي كانت قد بلغت ما بلغته على مستوى قيادات الحزب بدءا بأمينيه العامين والقادة المجاهدين وقادة المحاور وآلاف الشباب عدا عن المسعفين الذين قدموا خيرة شبابهم ومعهم المدنيين الذين دفعوا أثمانا متفاوتة تراوحت بين "الشهادة" والتهجير وصولا الى اصقاع العالم وحيث ما توفرت لهم وسائل الانتقال برا وبحرا وجوا. وان توسع النقاش هل يمكن ان ينتهي مفعول الرسالة ببساطة أصحاب النوايا الطيبة، ما لم تسحب بالطريقة عينها التي اعتمدت عند نشرها مهما كانت الخطوة مستحيلةـ والتأكيد على الأقل او نفي إن كانت بهدف "سحب التكليف" من "الاخ الأكبر" بطريقة تنهي الجدل القائم. فالساحة اللبنانية ان تجاوزت هذه المحطة فالساحة الشيعية لم تبلعها بعد والأخطر ان كان ذلك بإيحاء خارجي بعيد يعيد الساحة الشيعية الى ما عاشته من صراعات منذ زمن بعيد وقد مضى.

المنشورات ذات الصلة