عاجل:

إنفاق المستهلكين بالسعودية يقفز لمستوى قياسي عند 1.4 تريليون ريال (ايكونومي بلاس)

  • ١٠

يشهد قطاع التجزئة في السعودية تحولات متسارعة بشدة، في ظل تطور قاعدة المستهلكين، وتسارع التحول الرقمي في قطاع التجزئة، واستحواذ التجارة الإلكترونية على حصة متزايدة من مبيعات التجزئة، تظل المتاجر الفعلية تلعب دورًا حيويًا في التسوق التجريبي، ورؤية العلامات التجارية، والتفاعل مع المستهلكين. 

وبحسب تقرير السعودية 2025 الصادر عن شركة نايت فرانك الاستشارية، ارتفع إنفاق المستهلكين في المملكة بنسبة 7% ليصل إلى أكثر من 1.4 تريليون ريال العام الماضي، وهو أعلى مستوى له على الإطلاق مع أكثر من 3.4 مليون متر مربع من المساحات الجديدة المقررة للاكتمال بحلول عام 2028.

ويسلط تقرير “نايت فرانك” المتعلق بقطاع التجزئة، الضوء على إعادة تشكيل أساسية في بيئة التجزئة بالمملكة، تتميز بالمواقع التي تركز على التجربة، مع عروض متنوعة من الطعام والشراب والترفيه. 

وتتصدر الرياض سوق التجزئة في المملكة بمساحة إجمالية قابلة للتأجير تبلغ 4.17 مليون متر مربع بنهاية النصف الأول من عام 2025، وتظل في طليعة الإمدادات الجديدة. 

يقول الشريك ورئيس قسم الأبحاث في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا لدى نايت فرانك فيصل دوراني، إن تقاطع التطوير العقاري الطموح في السعودية، مع قاعدة مستهلكين أكثر تطورًا، وتسارع التحول الرقمي في قطاع التجزئة يعكس نجاح التحول الاقتصادي في المملكة تحت رؤية 2030.

وفي الوقت الذي تستحوذ التجارة الإلكترونية على حصة متزايدة من مبيعات التجزئة، تظل المتاجر الفعلية تلعب دورًا حيويًا في التسوق التجريبي، ورؤية العلامات التجارية، والتفاعل مع المستهلكين، والأهم من ذلك، أنه بينما يقود القطاع الفاخر الطلب على العروض التجارية والترفيهية الفاخرة ومفاهيم الطعام، تشير بياناتنا إلى أن هناك فرصة ربما تكون أكبر في تلبية احتياجات الأغلبية المدركة للقيمة في القطاع المتوسط.” 

بنهاية النصف الأول من عام 2025، بلغت الإيجارات المتوسطة في الرياض للمولات الإقليمية والمولات الإقليمية الكبرى 2798 ريالًا للمتر المربع، وسجلت نسبة الإشغال في المدينة 91%، بدعم من الطلب القوي من علامات تجارية فاخرة. 

تظل جدة بشكل عام مماثلة للرياض في الإيجارات، وتبلغ نسبة الإشغال المتوسطة 87%، وفي منطقة الدمام الكبرى، تبلغ نسبة الإشغال 91%، بينما بلغ متوسط معدلات الإيجار للمولات الفائقة الإقليمية 2258 ريالًا لكل متر مربع. 

وبالتوازي مع نمو التجزئة الفعلية، أصبح التسوق عبر الإنترنت جزءًا من سلوك المستهلك السعودي، حيث لم يتبقَّ سوى أقل من 1% من الذين أجرت معهم “نايت فرانك” مقابلات لفهم اتجاهات سلوك المستهلكين لم يشتروا أي شيء عبر الإنترنت. 

وارتفع إجمالي قيمة التجارة الإلكترونية ومعاملات نقاط البيع بنسبة 5% في النصف الأول من 2025، على أساس سنوي لتصل إلى 374 مليار ريال، بينما نمت التجارة الإلكترونية فقط بنسبة 43% إلى 41 مليار ريال.

يُظهر تحليل الدوافع وراء التسوق عبر الإنترنت أن السعوديين الذين يتقاضون أكثر من 80 ألف ريال شهريًا يتوجهون بشكل رئيسي إلى التجارة الإلكترونية للوصول إلى العلامات التجارية والفئات الدولية، بينما يفضل السعوديون من ذوي الدخل المتوسط الذين يتقاضون بين 30 إلى 50 ألف ريال شهريًا القيمة والراحة، بما في ذلك إمكانية التسوق على مدار الساعة وخيارات التوصيل إلى المنازل.

هذا الانقسام ينعكس أيضًا في تحليل الإنفاق في قطاع التجزئة بشكل عام، حيث أظهرت البيانات أن 71% من المستهلكين يظلون مدفوعين بالقيمة، حيث ينفقون بين 100 و400 ريال في الزيارة الواحدة إلى وجهات التجزئة، وفي الطرف الأعلى من السوق، ينفق 27% من الذين يتقاضون أكثر من 70 ألف ريال شهريًا أكثر من ألف ريال في الزيارة الواحدة.

يمثل قطاع التجزئة والطعام والشراب معًا ما يقرب من 45% من إجمالي الإنفاق في نقاط البيع، ويظل القطاع جزءًا أساسيًا من أداء قطاع التجزئة، ففي الربع الأول من العام الحالي، كانت 29% من إجمالي معاملات نقاط البيع، والتي بلغت قيمتها 99 مليار ريال، مرتبطة بالإنفاق في المطاعم والمقاهي، وفقًا للبنك المركزي السعودي.

تتصدر الرياض وجدة نمو التجزئة المدفوعة بالطعام والشراب، مستفيدتين من ارتفاع نسبة الإشغال، والطلب القوي على الوجهات متعددة الاستخدامات، وخطوط التنمية المتينة.

بالنسبة للمواطنين السعوديين، أصبحت “ثقافة القهوة” واحدة من أبرز الاتجاهات في المملكة، حيث أفاد 43% ممن شملهم الاستطلاع أنهم يخرجون لشرب القهوة عدة مرات في الأسبوع.

وتُعد هذه المناسبة الأكثر اقتصادية من حيث تناول الطعام، حيث ينفق معظم المشاركين أقل من 50 ريالًا في الزيارة الواحدة، أما الخروج لتناول الحلويات فيمثل النشاط الثاني الأكثر شيوعًا، حيث أشار غالبية المشاركين إلى أن هذا النشاط يحدث أسبوعيًا.

أما العشاء العائلي فيحتل المرتبة الثالثة من حيث النشاطات الشائعة، حيث أفاد 38% من السعوديين أنهم يتناولون الطعام خارج المنزل مرة على الأقل في الأسبوع.

وعلى الرغم من أن المأكولات العالمية ما زالت تهيمن على مراكز التجزئة في السعودية، حيث يمثل الطعام العربي فقط 19% من العروض في الرياض و15% في جدة، إلا أن نايت فرانك وجدت أن 60% من المستهلكين يفضلون المأكولات السعودية عند تناول الطعام خارج المنزل

المنشورات ذات الصلة