قال كبير مسؤولي العقوبات في وزارة الخزانة الأميركية جون هيرلي، إنّ واشنطن تسعى لاستغلال "فرصة سانحة" في لبنان يمكن من خلالها وقف التمويل الإيراني لحزب الله والضغط على الحزب للتخلي عن سلاحه.
وفي مقابلة مع وكالة "رويترز" من إسطنبول، أوضح هيرلي، وهو وكيل وزارة الخزانة لشؤون الإرهاب والاستخبارات المالية، أنّ إيران حوّلت نحو مليار دولار إلى حزب الله هذا العام، رغم العقوبات الغربية التي أثّرت بشدة على الاقتصاد الإيراني.
وأشار المسؤول الأميركي إلى أنّ بلاده تعمل ضمن حملة "أقصى الضغوط" على طهران، للحدّ من تخصيب اليورانيوم وتقليص نفوذها الإقليمي، بما في ذلك في لبنان، حيث يرى أنّ قدرات حزب الله العسكرية تراجعت بفعل الضربات الإسرائيلية المكثفة.
وقال هيرلي: "هناك فرصة سانحة في لبنان الآن. إذا تمكّنا من جعل حزب الله يلقي سلاحه، يمكن للشعب اللبناني أن يستعيد بلده".
وأضاف أنّ المفتاح الأساسي لذلك هو وقف النفوذ الإيراني، موضحاً أنّ التحكم بمصادر الأموال التي تضخها طهران للحزب هو محور الجهود الأميركية الحالية.
وكانت الولايات المتحدة فرضت الأسبوع الماضي عقوبات جديدة على شخصين اتُّهما بالمشاركة في شبكات مالية تموّل حزب الله.
وتأتي تصريحات هيرلي بالتزامن مع جولة إقليمية يجريها في الشرق الأوسط، تهدف إلى زيادة الضغط على إيران ومراقبة أنشطتها المالية، في إطار سياسة إدارة الرئيس الأميركي دونالد ترامب تجاه المنطقة.
وأشار المسؤول الأميركي إلى أنّه رغم الأزمات التي تمر بها إيران، "ما زالت تضخ أموالاً كبيرة لوكلائها"، حسب قوله.
من جهة أخرى، تواصل إسرائيل تنفيذ غارات جوية شبه يومية على جنوب لبنان، في ظلّ اتهاماتها لحزب الله بإعادة بناء قدراته العسكرية، رغم اتفاق وقف إطلاق النار المبرم قبل عام.
وتؤكد الحكومة اللبنانية التزامها بنزع سلاح كل الجماعات غير التابعة للدولة، بما فيها حزب الله، الذي يحتفظ بسلاحه منذ تأسيسه عام 1982 على يد الحرس الثوري الإيراني، رغم أنه لم يعرقل انتشار الجيش اللبناني في الجنوب بعد الحرب الأخيرة.
ويأتي هذا التصعيد في وقت تواجه فيه إيران عقوبات أممية وغربية معاد فرضها بعد فشل المفاوضات حول برنامجها النووي والصاروخي، فيما تسعى إلى تعزيز تحالفاتها مع روسيا والصين وبعض دول المنطقة للالتفاف على الضغوط الغربية.