عاجل:

القاهرة بين الديبلوماسية والنار...مبادرتها أمام اختبار لبناني–إسرائيلي صعب

  • ٢٠

تواصل القاهرة حشد الدعم لمبادرتها الهادفة إلى ضبط الإيقاع بين بيروت و«تل أبيب»، في وقت دخلت فيه المبادرة مرحلة الاختبار الجدي، وسط سباق محتدم بين الديبلوماسية ومنطق النار. وقد تسلّمت القاهرة الردّ اللبناني الرسمي على مبادرتها، وفق ما كشفت أوساط ديبلوماسية متابعة لصحيفة الديار، مؤكدة أنّ موقف بيروت لم يبتعد كثيراً عن جوهر موقف «حزب الله» كما ورد في رسالته إلى الرؤساء الثلاثة، أي رفض المفاوضات المباشرة والتمسّك بالإطار التفاوضي المعتمد سابقاً. وترى القاهرة أنّ هذا الموقف يعكس الانقسام اللبناني بين من يعتبر التفاوض خطوة ضرورية لتجنّب حرب مدمّرة، ومن يرى فيه «فخاً إسرائيلياً» يراد منه انتزاع تنازلات سياسية تمهّد لتطبيع تدريجي.

اللافت، بحسب المصادر نفسها، هو حالة «الانزعاج الصامت» التي تسود الدوائر المصرية نتيجة ما تصفه بـ«الجمود الخطير» في الموقف الإسرائيلي، وإصرار «تل أبيب» على فرض شكل المفاوضات وأهدافها مسبقاً، مستندةً إلى دعم أميركي واضح لفكرة المفاوضات المباشرة. هذا الواقع يضع القاهرة في موقع دقيق، بين حرصها على توازن علاقتها مع واشنطن من جهة، وحساسيتها التاريخية تجاه استقرار لبنان من جهة أخرى.

في هذا السياق، تبدو مهمة مصر شبه مستحيلة: إقناع «إسرائيل» بالتراجع عن شرطها للحوار المباشر، وإقناع بيروت بأنّ أي انفتاح سياسي لا يعني بالضرورة خضوعاً. وبين تصلّب المواقف وتشابك الحسابات الإقليمية، يبرز السؤال الأهم:

هل تنجح القاهرة في كبح الانفجار اللبناني–الإسرائيلي؟ أم أنّ المنطقة تتجه نحو اختبار جديد تتراجع فيه الديبلوماسية أمام منطق القوة؟

المنشورات ذات الصلة