برعاية العلامة الشيخ علي الخطيب، نائب رئيس المجلس الإسلامي الشيعي الأعلى، استضاف مقر المجلس في الحازمية ندوة بعنوان "تطبيق اتفاق الطائف.. إخفاقات وتحديات" شارك فيها الوزراء السابقون سمير الجسر وزياد بارود وعباس الحلبي والدكتور زهير شكر. الندوة، التي شهدت حضوراً سياسياً ودبلوماسياً كثيفاً، أكدت أن اتفاق الطائف يمثل المخرج الوطني الوحيد للبنان.
افتتح الشيخ الخطيب الندوة بالتأكيد على أن الطائف هو المدخل لدولة المواطنة، مشيراً إلى أن لبنان يدفع اليوم أثماناً باهظة نتيجة إهمال الشق الإصلاحي من الاتفاق بعد وقف الحرب. ودعا الخطيب إلى تطبيق الاتفاق كاملاً دون زيادة أو نقصان، وطالب بعقد مؤتمر حوار وطني شامل برئاسة رئيس الجمهورية لاستكمال هذه الإصلاحات. كما ناشد الدول العربية، وخاصة المملكة العربية السعودية ومصر، بدعم هذا الحوار. وبخصوص الوضع الحالي، دعا إلى العمل على انسحاب إسرائيلي كامل وبسط سيادة الدولة على الحدود والإفراج عن الأسرى.
من جانبهم، أجمع المحاضرون على أن المشكلة لا تكمن في وثيقة الوفاق الوطني التي أنهت الحرب، بل في سوء التطبيق والتعطيل المتعمد لـ 36 عاماً. الوزير السابق سمير الجسر أشار إلى أن إخفاقات التطبيق تنقسم بين عدم تنفيذ بنود دستورية أساسية، مثل اللامركزية الإدارية ومجلس الشيوخ، وسوء تفسير لنصوص الاتفاق تُستخدم لتعطيل الحياة السياسية. أما الوزير السابق زياد بارود، فأكد أن معوقات التطبيق، مثل تعطيل اللامركزية الموسعة، تعود إلى "إرادة غير معلنة بالتأجيل والتسويف" من قبل الطبقة السياسية التي تفضل معادلة الولاء السياسي مقابل الخدمات.
وأكد المحاضرون أن الحل للخروج من الأزمات المتتالية يكمن في التطبيق الحرفي للدستور واتفاق الطائف، محذرين من استمرار الأزمات نتيجة محاولات تفسير النصوص طمعاً في نفوذ إضافي.