كشفت معلومات لـ«الأخبار» عن تحضيرات لزيارة مرتقبة يقوم بها رئيس الوزراء البريطاني الأسبق، طوني بلير، الأسبوع المقبل إلى بيروت، على رأس وفد لم تُعرف طبيعة أعضائه أو جنسياتهم بعد، مع ترجيح أن يضم فريق الخبراء الذي يساعده في ملف غزة.
وقالت مصادر مطّلعة إنّ بلير سيُلتقي الرؤساء الثلاثة، لكن المواعيد لم تُحدد بعد، كما لم تُعرف أهداف الزيارة أو الرسائل التي يحملها، في حين رجّحت بعض الأوساط أن يكون مكلفًا لاحقًا بالإشراف على تنفيذ ما أسمته "خطة استيطانية جديدة" في لبنان على غرار ما يحصل في غزة.
وربطت المصادر بين هذه الزيارة وما تتحدث عنه الولايات المتحدة عن مستقبل الوضع على الحدود الجنوبية للبنان، خصوصًا مشروع إنشاء مجلس مدني لإدارة شؤون منطقة الجنوب، الذي يسعى الأميركيون لتحويله إلى منطقة اقتصادية واستثمارية سياحية وصناعية وزراعية.
وفي هذا السياق، يُستدل من تصريحات إسرائيلية على ضغط تل أبيب على واشنطن للتخلي عن دعم السلطة اللبنانية، معتبرة أن لبنان غير جاد في تنفيذ التزاماته، وخصوصًا فيما يتعلق بـ«سلاح حزب الله». وتشير تل أبيب إلى أن حديث الرئيس جوزاف عون عن مفاوضات غير مباشرة يُعد محاولة لكسب الوقت بما يخدم الحزب، وهو ما لا يمكن لإسرائيل السماح به طويلًا.
وتزامنًا مع هذه التطورات، رُبطت التقارير المتداولة حول إعادة حزب الله بناء قوته العسكرية، بالزيارة المفترضة لبلير، مما عزز المخاوف من احتمال تحضير جولة تصعيدية في لبنان ضد الحزب والدولة معًا لدفعها لقبول خطة ترامب المتعلقة بالهيئة الدولية التي سيشرف عليها بلير.
في المقابل، يبدو اللبنان الرسمي يسعى لاحتواء أي تصعيد محتمل، مؤكدًا على النيات التفاوضية التي لا يزال يُصر عليها الرئيس عون، مع تحديد بعض الأسماء التي ستمثله في أي وفد تفاوضي مقبل، من بينها بول سالم، رئيس معهد الشرق الأوسط في واشنطن، ما أثار استغراب بعض المقربين منه حول مستوى تمثيل الوفد بين السياسيين والخبراء.