أبقت إسرائيل الجنوب اللبناني ميداناً مفتوحاً لاعتداءاتها وعمليات الاغتيال، كان آخرها في بلدة برج رحال أمس، حيث استشهد مواطن وسقط عدد من الجرحى. في المقابل، واصلت غرف التوتير والتهويل بث أجواء مشحونة وإشاعة أجواء تصعيدية توحي بأنّ العدوان الإسرائيلي على لبنان بات وشيكاً، الأمر الذي دحضه رئيس مجلس النواب نبيه بري بتأكيده لـ"الجمهورية": «ما أستطيع قوله هو: لا حرب»، متسائلاً في الوقت نفسه: «وهل أوقفت إسرائيل حربها على لبنان؟».
وردّ بري أجواء الاحتقان الداخلي إلى المواقف التي أطلقها الموفد الأميركي توم برّاك، مذكّراً بالتزام لبنان الكامل باتفاق وقف إطلاق النار المعلن في تشرين الثاني الماضي، وبالآلية المعتمدة في لجنة «الميكانيزم»، مؤكداً أنّ «في الإمكان الاستعانة بمدنيين اختصاصيين عندما تدعو الحاجة إلى ذلك».
وعند سؤاله عن تفسيرات البعض لكلامه حول «الاختصاصيين» على أنه تمهيد لإشراك مدنيين في المفاوضات مع إسرائيل، أوضح بري أنّ «ما قصدته لا يحتاج إلى تأويل أو تحريف، فالاختصاصيون هم اختصاصيون، كما يُعتمد في كثير من الحالات»، مشدداً على أنّ «لا مفاوضات مباشرة مع إسرائيل». وأشار إلى أنّه خاض مفاوضات غير مباشرة مع الموفد الأميركي آموس هوكشتاين على مدى سبع سنوات ونصف في ملف ترسيم الحدود البحرية، ما أفضى إلى اتفاق الإطار المعروف.
وجدّد بري تأكيده التزام لبنان بالآلية المعتمدة في «الميكانيزم»، داعياً في الوقت نفسه إلى مواصلة الجهود لإعادة إعمار المناطق الجنوبية المتضرّرة من العدوان الإسرائيلي، مشيراً إلى ارتياحه لانعقاد مؤتمر إعادة الإعمار في المصيلح، ومشدداً على ضرورة أن تولي الجهات المعنية في الدولة هذا الملف «الأهمية القصوى»، عبر توفير الإمكانات اللازمة لإطلاق عجلة الإعمار سريعاً.