عاجل:

عون يتمسّك بخيار التفاوض لتجنّب الحرب.. وتباين أميركي حول مقاربة الأزمة اللبنانية

  • ٧١

في ظلّ تصاعد الحديث عن ضرورة تثبيت وقف إطلاق النار مع إسرائيل وبدء مفاوضات مباشرة أو غير مباشرة لإنهاء حالة التوتر المستمرة في الجنوب، عاد الموفدون الأميركيون — وفي مقدّمتهم توم برّاك وآموس هوكشتاين — إلى تسليط الضوء على هشاشة الوضع اللبناني، بين دعواتٍ إلى توحيد السلاح تحت سلطة الدولة وتسريع تنفيذ خطة الجيش لنزع سلاح "حزب الله"، وبين تأكيدٍ على وجوب تحمّل المجتمع الدولي مسؤولية دعم لبنان اقتصاديًا وإعادة إعمار ما دمّرته المواجهات الأخيرة.

وكتبت صحيفة "النهار" أنّ رئيس الجمهورية جوزف عون بدا في تكرار إعلانه استعداد لبنان للتفاوض واعتماد هذا الخيار الحصري، وكأنه يواجه تعاظم احتمالات حرب إسرائيلية جديدة، في ظلّ إصرار "حزب الله" وإيران على التمسك بالسلاح ورفض أي صيغة للتسليم أو الدمج، الأمر الذي يعزّز الذرائع الإسرائيلية ويضاعف الضغوط الدولية على الحكم والحكومة في بيروت.

وفي حين تستمر أجواء التهويل بالحرب من دون أي مؤشرات واضحة إلى نجاح الوساطات الأميركية أو المصرية، نقلت أوساط دبلوماسية مواكبة للمشاورات اللبنانية معطيات تفيد بوجود حاجة ملحّة إلى استعجال الدول الوسيطة وضع صيغة تفاوضية مقبولة من الطرفين، تجنّب لبنان الانزلاق نحو مواجهة ميدانية جديدة.

وأشارت "النهار" إلى أنّ لبنان قد يتلقّى خلال الأيام المقبلة معطيات جديدة من القاهرة تتصل بالموقف الإسرائيلي من صيغة التفاوض غير المباشر، في ظلّ تحركات مصرية وأميركية موازية تهدف إلى بلورة إطار تفاوضي قابل للتطبيق. ومع ذلك، فإنّ نبرة الموفد الأميركي توم برّاك القاسية حيال لبنان لم تترك انطباعات إيجابية بشأن مرونة الدور الأميركي، رغم محاولته لاحقًا تليين مواقفه عبر تأكيده أنّ "الحوار هو السبيل الوحيد لتسوية الخلافات بين لبنان وإسرائيل".

وفي لقاء مع صحافيين في تركيا، قال برّاك:

"إنّ رئيس الولايات المتحدة يتصل ببوتين، ويتصل بالرئيس الصيني، أفلا يستطيع الرئيس عون أن يرفع السماعة ويتحدث إلى نتنياهو ويقول له: كفى، لنضع حدًّا لهذا العبث؟".

أما المبعوث الأميركي السابق آموس هوكشتاين، فاختار الردّ على خلفه بلهجة أكثر دبلوماسية، مؤكدًا أنّ لبنان يواجه تحديات اقتصادية كبرى تستدعي من المجتمع الدولي تحركًا جديًا لدعمه وإعادة إعمار مناطقه المتضررة. وقال هوكشتاين:

"بعد حرب 2006، كانت إيران و«حزب الله» من قاما بإعادة الإعمار، وإن كنا لا نريد لهما أن يفعلا ذلك، فعلينا نحن أن نتقدّم بمقاربة حقيقية لدعم لبنان".

وأضاف أنّ دعم الجنوب اللبناني يجب ألا يقتصر على فترات القصف، بل يمتدّ إلى إعادة بناء الطرقات والمزارع والبنى التحتية، محذرًا من أن الفراغ الذي يخلّفه غياب الدعم الدولي تملؤه قوى أخرى قد لا تخدم الاستقرار.

وفي هذا المشهد المتشابك، يتمسّك الرئيس عون بخيار التفاوض كوسيلة لحماية لبنان وتخفيف الضغط الدولي والإقليمي، فيما تتّجه الأنظار إلى المساعي المصرية التي يقودها اللواء حسن رشاد، وإلى ما قد تحمله الأيام المقبلة من بلورة لإطار تفاوضي واقعي يجنّب لبنان جولة جديدة من التصعيد.

المنشورات ذات الصلة