كتبت صحيفة "الديار" أنّ الزائرين إلى المقرّات الرسمية في لبنان — بعبدا، عين التينة، والسراي الحكومي — يخرجون من دون أجوبة واضحة على الأسئلة المصيرية التي تشغل اللبنانيين، سواء بشأن مستوى التصعيد الإسرائيلي المرتقب أو حقيقة الموقف الأميركي الذي يكثر من الضغوط ويقلّ في الحلول، إلى جانب تراجع الدور السعودي ومحاولات القاهرة تثبيت حضورها في الملف اللبناني.
وتساءلت الصحيفة عن مصير مهلة الستين يومًا قبل نهاية العام لإقفال ملف جنوب الليطاني، وما إذا كان ذلك يشكّل مهلة تحذيرية أو ذريعة لتوسيع العدوان الإسرائيلي. ووفقًا لأوساط سياسية بارزة، فإنّ المسؤولين اللبنانيين يتعاملون مع التطورات «مياومة»، في انتظار مؤشرات خارجية من المبعوثين الدوليين، لكن من دون نتائج ملموسة.
وفي هذا الإطار، كرر رئيس الجمهورية جوزاف عون الدعوة إلى التفاوض مع إسرائيل، مؤكدًا وجود تناغم مع الرئاستين الثانية والثالثة حول هذا الخيار، الذي يراد له أن يشكّل منطلقًا لاستراتيجية وطنية موحدة حين تتبلور الظروف الملائمة. وأشارت الصحيفة إلى أنّ تطوير مهمة لجنة "الميكانيزم" يلقى قبولًا لدى الرئيس نبيه بري، فيما "حزب الله" لا يعارض مبدئيًا أي مسار تفاوضي يحفظ السيادة اللبنانية، مستشهدة بتجربته السابقة في دعم مفاوضات الترسيم البحري.
وأضافت "الديار" أنّ الرئيس عون لم يتلقَّ من منسقة الأمم المتحدة في لبنان، جانين هينيس بلاسخارت، أي إشارة إلى تغيير في موقف حكومة بنيامين نتنياهو، موضحةً أن الاتصالات الجارية لا تزال في مرحلة "جس النبض" ولم ترتق بعد إلى مستوى المبادرات الجدية لوقف الاعتداءات الإسرائيلية.
ونقلت الصحيفة عن دبلوماسيين غربيين مخاوف من أن يتحوّل التوتر الإسرائيلي إلى فعل ميداني أكثر قسوة، في ظلّ سعي تل أبيب إلى اختبار صبر "حزب الله" واستفزازه لارتكاب أخطاء تكشف عن أنشطته الميدانية. وأشارت إلى أنّ الاستهدافات الأخيرة لمقاتلين سابقين قد تعكس محاولة إسرائيلية لـتوسيع دائرة الضغط على البيئة الحاضنة للمقاومة.
ميدانيًا، تواصل إسرائيل التحشيد الإعلامي ضد "حزب الله" بذريعة دخوله "مرحلة التعافي"، إذ ذكرت صحيفة "معاريف" أنّ جيش الاحتلال يستعد لسيناريوهات متعددة على الجبهة الشمالية، في وقت رصدت فيه استخباراته تحركات متزايدة لعناصر الحزب شمال الليطاني وفي البقاع وجنوب بيروت. واعتبرت أن الحزب يعيد بناء قوته العسكرية بهدوء مع الحرص على تفادي مواجهة شاملة حفاظًا على توازن الردع.
وفي السياق نفسه، نقلت "فوكس نيوز" عن مسؤول في الخارجية الأميركية قوله إنّ نزع سلاح "حزب الله" وإنهاء نفوذ إيران في لبنان شرطان أساسيان لاستقرار البلاد، فيما أشارت قناة "كان" العبرية إلى أنّ إسرائيل تمتنع عن استهداف بيروت مؤقتًا بطلب أميركي، رغم تهديد مسؤولين إسرائيليين بأنّ "لا مكان في لبنان سيكون بمنأى عن الهجمات" في حال التصعيد.