كتبت صحيفة "اللواء" أنّه، بصرف النظر عن المعطيات التي دفعت رئيس الجمهورية إلى المجاهرة بموقفه الداعي إلى التفاوض، فإن الثابت أنّ هذا التوجّه يتناغم مع معطيات تشير إلى أنّ التفاوض هو الطريق الأقصر للخروج من المأزق المتفاقم، ولا سيما بعد إعلان إسرائيل عدم التزامها باتفاق وقف النار الذي تم التوصل إليه في 27 تشرين الثاني 2024.
ونقلت الصحيفة عن مصادر سياسية مطّلعة أنّ كلام رئيس الجمهورية حول التفاوض يعزّز الانطباع بأنّ لبنان حسم خياره في هذا الاتجاه، مشيرةً إلى أنّ المبادرة الرئاسية تشكّل "رسالة إلى جميع المعنيين"، وأنّ بيروت تنتظر المواقف الأميركية والإسرائيلية وموقف "حزب الله"، على أن تتّضح الأجوبة خلال الأسبوع الجاري. وأضافت المصادر أنّ جهدًا يُبذل بالتنسيق مع الأميركيين والمصريين، وأنّ "شكل التفاوض وتوقيته سيحددان في حينه"، فيما "أنجز لبنان ما عليه" تمهيدًا لإطلاق سلسلة اتصالات ولقاءات تحت هذا العنوان.
وبينما يُنتظر ما ستؤول إليه مساعي مدير المخابرات المصرية اللواء حسن رشاد لمعالجة التصعيد الإسرائيلي، والتوصل إلى اتفاق ينهي العدوان والاحتلال ويضمن إطلاق الأسرى اللبنانيين، كشفت مصادر رسمية لـ"اللواء" أنّ المسار التفاوضي ما زال في بداياته، ويُفترض أن يستند إلى لجنة الميكانيزم كمرجع أمني – عسكري، بعيدًا عن الطابع السياسي، إلى حين حصول لبنان على حقوقه.
وأشارت المصادر إلى أنّ هذا المسار يبدو طويلاً ومعقدًا نتيجة تصلّب الموقف الإسرائيلي وتصعيده الميداني المتزامن مع ضغوط سياسية واقتصادية أميركية على لبنان، بذريعة منع وصول الدعم المالي إلى "حزب الله".
ومن المرتقب أن تتضح الصورة أكثر مع وصول السفير الأميركي الجديد في بيروت، ميشال عيسى، وما سيحمله من توجهات السياسة الأميركية حيال الملف اللبناني في المرحلة المقبلة.