تحوّلت حياة السيدة جيس هاري، من مدينة ريكسهام البريطانية، إلى تحدٍ مستمر بعد أن لاحظت أن ابنها جونيور البالغ من العمر 21 شهراً يميل إلى أكل أشياء غير صالحة للأكل، بما في ذلك الرمل، الأخشاب، الكرتون، وحتى إطار سريره المعدني.
في أيلول/سبتمبر الماضي، تم تشخيص الطفل باضطراب بيكا (Pica)، وهو حالة مرضية نادرة تتميز بشهية مستمرة لمواد بلا قيمة غذائية مثل الطين، الرمل، الورق، أو مواد البناء.
يمكن أن يصيب هذا الاضطراب الأشخاص من جميع الأعمار، لكنه أكثر شيوعاً بين الأطفال، وغالباً ما يكون مرتبطاً بـ نقص العناصر الغذائية مثل الحديد أو الزنك، أو باضطرابات نمو معينة أو مشاكل صحية نفسية.
أعراض اضطراب بيكا:
-الميل المستمر لأكل مواد غير غذائية مثل الطين، الرمل، الورق، أو الخشب.
-استمرار السلوك لفترة طويلة رغم وعي الوالدين بخطورته.
-صعوبة في السيطرة على الرغبة في أكل الأشياء غير الصالحة للأكل.
-أحياناً يرتبط بفقر الدم أو نقص العناصر الغذائية نتيجة عدم تناول الأطعمة الصحية.
وأكدت السيدة هاري أن جونيور يبحث دائماً عن شيء يأكله حتى في المنزل، الحضانة، أو أثناء اللعب في الخارج. وقد اضطرت الأم إلى اتخاذ إجراءات وقائية صارمة، مثل نقل الطفل إلى سرير معدني مؤقت وتخصيص منطقة لعب آمنة بلا مواد خطرة، بعد أن أظهر فحص الدم وجود نقص في الحديد، وهو أحد الأسباب الشائعة لاضطراب بيكا.
طرق التعامل وإدارة الحالة:
لا يوجد علاج شافٍ لاضطراب بيكا، لكن هناك استراتيجيات لإدارته والسيطرة عليه:
-إعادة التوجيه والانشغال بالأنشطة: توجيه الطفل لأكل أطعمة آمنة تحاكي ملمس المواد التي يفضلها.
-استخدام البدائل الآمنة: مثل جذر عرق السوس أو حبوب الإفطار المقرمشة مثل “ويتابيكس”، لمحاكاة القوام المفضل لدى الطفل.
-معالجة النقص الغذائي: فحص الطفل للكشف عن نقص الحديد أو الزنك وعلاجه.
-إدارة القلق والسلوكيات المصاحبة: دعم الطفل نفسياً واجتماعياً لتقليل السلوكيات الخطرة.
-مراقبة دقيقة ومستمرة: التأكد من أن الطفل لا يتعرض لمواد خطرة أثناء اللعب أو في المنزل.
وقالت الأم: «حتى لو لم يكن أمامه شيء لأكله، سيبحث عنه ويجده»، مشيرة إلى صعوبة التعامل مع الحالة لكنها تأمل أن تساعد مشاركة تجربتها في رفع الوعي حول هذا الاضطراب، لتقديم الدعم للأهالي الآخرين وتخفيف شعورهم بالوحدة.
وتشير دراسة حديثة إلى أن اضطراب بيكا، رغم غرابته، يمكن السيطرة عليه إلى حد كبير إذا تم تطبيق مزيج من الرعاية الغذائية، التوجيه السلوكي، والدعم النفسي، مما يساعد الأطفال على الابتعاد عن المواد الخطرة وتعلم عادات أكل صحية وآمنة.