أحدث فلاديمير كليوشين، رجل الأعمال الروسي ومؤسس شركة الأمن السيبراني M‑13، ضجة كبيرة على الساحة المالية الدولية بعدما تمكن من اختراق أنظمة شركات أميركية وسرقة معلومات أرباح أساسية قبل الإعلان عنها، ما سمح له بتحقيق أرباح تقدر بـ93 مليون دولار على مدار أقل من ثلاث سنوات.
ويكشف التحقيق الأميركي أن كليوشين لم يكن يعمل بمفرده، إذ ارتبطت أنشطته بشبكة لها صلات محتملة بأجهزة استخبارات روسية، ما أثار جدلاً حول ما إذا كان يمثل جاسوساً اقتصاديًا بالوكالة عن موسكو.
واكتشف المحققون عملية الاختراق بعد ملاحظة صفقات أسهم غير عادية تسبق صدور التقارير المالية لشركات كبرى، ما قاد إلى التحقيق الجنائي وإلقاء القبض على كليوشين في سويسرا عام 2021، قبل تسليمه إلى الولايات المتحدة لمواجهة تهم الاحتيال والتآمر.
في خطوة غير مسبوقة، تم في آب/أغسطس 2024 تبادل كليوشين كجزء من صفقة أسرى بين الولايات المتحدة وروسيا، ما أثار جدلاً دولياً حول مدى ارتباطه بالدولة الروسية وأهمية دوره بالنسبة لها، في حين يعتبر هذا الحدث تحذيراً قوياً للشركات الأميركية بشأن الأمن السيبراني وأسواق المال العالمية.
وتعكس هذه القضية التحديات المعقدة التي تواجه المؤسسات المالية أمام التهديدات الرقمية العابرة للحدود، وتسلط الضوء على أن أي خطأ في الحماية الإلكترونية قد يؤدي إلى خسائر مالية ضخمة وتأثيرات سياسية كبيرة.