في الذكرى الـ108 لوعد بلفور، أصدرت منظمة التحرير الفلسطينية في لبنان بيانًا أكدت فيه أن الوعد المشؤوم الذي خطّه وزير الخارجية البريطاني آرثر بلفور عام 1917، شكّل جريمة سياسية وأخلاقية لا تُغتفر، كانت الشرارة التي أطلقت مشروع الاقتلاع والتهجير والاحتلال، وتسببت بتشريد الشعب الفلسطيني عام 1948 وتحويله إلى لاجئين في المنافي والمخيمات.
وجاء في البيان أنّ وعد بلفور «منح الغزاة هوية دولة فوق أنقاض الوطن الفلسطيني»، وأنّ فصول الجريمة ذاتها تتكرّر اليوم في غزة والضفة الغربية من خلال الإبادة والتدمير والتهجير التي يمارسها الاحتلال، فيما يقف العالم متفرجًا على استمرار الظلم نفسه.
وأكدت المنظمة أنه لا سلام ولا استقرار في المنطقة ما لم تُنصف الحقوق الوطنية للشعب الفلسطيني، وفي مقدمتها الحرية والاستقلال وحق العودة.
وطالبت بريطانيا، التي أعلنت مؤخرًا اعترافها بدولة فلسطين، بأن «تخطو الخطوة الأهم نحو تصحيح خطيئتها التاريخية عبر الاعتذار الرسمي للشعب الفلسطيني عن وعد بلفور وما نتج عنه من نكبة ومعاناة مستمرة»، معتبرةً أن هذا الاعتذار هو «الحد الأدنى من المسؤولية الأخلاقية والسياسية تجاه جريمة ارتُكبت بحقّ شعب بأكمله».
كما دعت المنظمة المجتمع الدولي إلى إنهاء ازدواجية المعايير والوقوف إلى جانب الشعب الفلسطيني في نضاله المشروع من أجل حريته واستقلاله.
وختم البيان بتأكيد أن وعد بلفور لم يكن قدرًا، بل بداية معركة طويلة من أجل البقاء والحرية، وأن الشعب الفلسطيني سيواصل نضاله حتى قيام دولة فلسطين المستقلة وعاصمتها القدس وعودة اللاجئين إلى ديارهم، مشددة على أن «فلسطين ليست ذكرى… بل وعد الحرية الآتية».