إيست نيوز
بدو أن محادثات ترمب و شي قد ركزت على القضايا الاقتصادية الثنائية الملحة، مع وضع موقف الصين من روسيا وحرب أوكرانيا وكذلك نواياها تجاه تايوان جانباً باعتبارها قضايا صعبة للغاية بالنسبة للقاء الحالي.
لكن حتى التقدم المحدود الذي تم إحرازه ليس بالشيء الهين، وربما حان الوقت لنعتاد على عالم يلتقي فيه القادة الأقوياء ويتحدثون مع بعضهم البعض دون أن يتم الانتهاء مسبقاً من كل تفاصيل الإعلان المشترك أو حتى جدول الأعمال المحدد.
كان هذا أول لقاء وجهاً لوجه بين ترمب وشي منذ عام 2019، وقد أدى إلى قدر من الاستقرار في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين وكذلك في النظام التجاري الدولي.
لكن هذا لا يعني أن كل شيء يسير على ما يرام الآن في العلاقات بين الولايات المتحدة والصين، فعلى المستوى الإقليمي لم تكن زيارة ترمب حدثاً استحوذ على الاهتمام الكامل وتصدر عناوين الصحف كما هو الحال في العالم الغربي !! يبدو ترمب في هذه المنطقة أقل أهمية وأصغر حجماً مما هو عليه في بلاده، فهذه منطقة مزدحمة ومتسارعة من العالم تحكمها قيم غير غربية وغير ترمبية، وهناك إحساس ملموس بأنها تتجه تدريجياً نحو الصين باعتبارها القوة المهيمنة الجديدة القديمة.
كذلك هناك قلق من أن سلسلة الاتفاقيات التجارية التي أبرمها ترمب مع دول أخرى هناك مثل فيتنام وكمبوديا وماليزيا وتايلاند هي جزء من محاولة لإبطاء وكبح النفوذ الاقتصادي المتنامي للصين في المنطقة. حتى أن زياراته إلى حلفاء الولايات المتحدة القدامى (اليابان وكوريا الجنوبية) نُظر إليها من منظور أمني وليس تجاري. كما رأى البعض أن ظهور ترمب القصير في قمة الآسيان كان إشارة إلى اهتمام الولايات المتحدة بتقريب تلك المنظمة منها وإبعادها عن موقفها الحالي الدقيق في تحقيق التوازن.
قد يعتقد ترمب أنه حقق انتصاراً في جولته الآسيوية .. لكن شي جين بينغ هو من يمسك بجميع الأوراق الآن.