استقبل رئيس مجلس الوزراء نواف سلام في السراي الكبير وزير الخارجية الألماني يوهان فاديفول والوفد المرافق. تم خلال اللقاء البحث في الأوضاع في الجنوب ومرحلة ما بعد انتهاء مهام قوات “اليونيفيل”.
وأكّد الوزير فاديفول استعداد ألمانيا للوقوف إلى جانب لبنان ودعم الجيش اللبناني خلال المؤتمر الدولي المرتقب، مشددًا على أهمية مواصلة الحكومة اللبنانية تنفيذ الإصلاحات المالية والإدارية، وإنجاز الاتفاق مع صندوق النقد الدولي لما له من دورٍ أساسي في تعزيز الثقة الدولية بلبنان ودعم مسار التعافي الاقتصادي.
من جهته، أكّد الرئيس سلام أنّ الحكومة أنجزت رزمة من الإصلاحات، خصوصًا في الملفين المالي والإداري، وهي ماضية في هذا المسار، وتعمل على الانتهاء من إعداد مشروع قانون الفجوة المالية في أقرب وقت.
كما أشار الرئيس سلام إلى أن المرحلة الجديدة بعد اتفاق غزة وقمة شرم الشيخ تشكل فرصة حقيقية، لكن أي استقرار لن يكون ممكنًا ما لم تبدأ عملية سلام حقيقي وعادل تؤدي إلى قيام دولة فلسطينية مستقلة. وأكد الرئيس سلام تمسك لبنان بمبادرة السلام العربية التي أقرت في بيروت، والقائمة على حل الدولتين.
بعدها انتقل الوزير الألماني الى مقر الخارجية حيث استقبله وزير الخارجية يوسف رجي وعقدا لقاء ثنائيا تلاه اجتماع موسّع ناقش عدة ملفات سياسية وأمنية وإنسانية.
وخلال اللقاء، شدد رجي على أهمية الضغط على إسرائيل لوقف اعتداءاتها والانسحاب من الأراضي اللبنانية المحتلة، داعيًا إلى الالتزام بتعهداتها بموجب إعلان وقف الأعمال العدائية. وأكد أن الحل الدبلوماسي وليس العسكري هو السبيل لتحقيق الاستقرار وتثبيت الهدوء في الجنوب.
وأشار الوزير اللبناني إلى أن الحكومة ماضية في حصر السلاح بيد الدولة اللبنانية بخطوات تدريجية، مؤكدًا أن الجيش اللبناني يواصل مهمته على أكمل وجه، وأن إعادة السيطرة على السلاح تشكل المدخل الأساسي لإعادة الإعمار والنهوض الاقتصادي.
كما طالب رجي بـ تعزيز التعاون الثقافي والتربوي بين لبنان وألمانيا، وزيادة عدد المنح الدراسية للطلاب اللبنانيين.
من جهته، أعرب الوزير الألماني فاديفول عن دعم بلاده لإجراءات لبنان لفرض سيطرته على كامل أراضيه، مؤكدًا أن استمرار الاعتداءات الإسرائيلية على لبنان غير مقبول، وأن احترام سيادة لبنان والتزام جميع الأطراف بترتيبات وقف الأعمال العدائية أمر ضروري.
وتطرق الاجتماع إلى ملف النزوح السوري، حيث أكد فاديفول دعم ألمانيا لموقف لبنان بشأن ضرورة عودة النازحين إلى بلادهم، فيما شدد رجي على أن ذلك يجب أن يقترن بتأمين مساعدات مالية داخل سوريا لضمان عودتهم بأمان.
كما ناقش الجانبان ملء الفراغ بعد انتهاء مهمة قوات اليونيفيل، واستعرضا الأفكار المطروحة في هذا الشأن لضمان استقرار الجنوب اللبناني.
تصوير: "عباس سلمان"