عاجل:

سلام ترمب المزعوم.. فوق رُكام غزة وتحت أنقاض العدالة (الغارديان)

  • ٤٦

إيست نيوز ـ ترجمة باسم اسماعيل 

يصر دونالد ترمب على أن الحرب في غزة قد انتهت ولكن لا لم تنته .. لقد انخفضت حدة العنف بشكل كبير ولكن لا تزال إمدادات المساعدات الغذائية مقيدة بشدة، ويستمر الاحتلال في غزة والضفة الغربية، ويخشى المسؤولون الأميركيون من أن يتراجع نتنياهو وشركاؤه عن الاتفاق كما حدث في الماضي.

كذلك استمرت حماس في القتال ولم تقم بنزع سلاحها، ولم تنسحب القوات الإسرائيلية بالكامل إلى الخطوط المتفق عليها، ولا تزال مقترحات الأمن والحكم وإعادة الإعمار التي صاغتها الولايات المتحدة غامضة وافتراضية ومثيرة للجدل. لم يتم معالجة الأسباب الجذرية للحرب ولا سيما إقامة الدولة الفلسطينية، وما لم يتغير ذلك فسوف تندلع الحرب من جديد عاجلاً أم آجلاً.

ولكن دعونا جدلياً نقول أن ترمب على حق وأن السلام المستدام سيظهر بطريقة ما من بين أنقاض غزة .. إذن .. ماذا سيحدث بعد ذلك؟

"العدالة" هي ما يجب أن يحدث بعد ذلك، فالأحياء والأموات في إسرائيل وفلسطين يستحقون الحساب. يجب أن يُحاسب جميع الذين ارتكبوا جرائم حرب 7 أكتوبر 2023 وما بعد الحرب، كما يجب ألا تمر الإبادة الجماعية في غزة دون عقاب، فهناك أعداد كبيرة من الضحايا من كلا الجانبين تستحق معاناتهم الاعتراف والحل والتعويض.

وكم هو غريب أن خطة السلام "التاريخية" التي وضعها ترمب لا تذكر أي نوع من التحقيق الرسمي العام بعد الحرب، كما أن كبار السياسيين الأوروبيين والعرب يلتزمون الصمت بشأن هذه القضية ويبدو أنهم حريصون على إخفاء الأحداث المخزية التي وقعت خلال العامين الماضيين، وأحد التفسيرات هو أن حكوماتهم كانت متواطئة بطرق مختلفة.

ما نحتاجه الآن بشكل عاجل هو محكمة جنائية دولية برعاية الأمم المتحدة لغزة، على غرار المحكمتين في يوغوسلافيا السابقة ورواندا. وينبغي أن تُمنح هذه المحكمة صلاحية النظر في جميع جوانب سلوك إسرائيل وحماس في الحرب لا سيما تجاهلهما المشترك لحياة المدنيين وقتلهم وتعذيبهم وإساءة معاملتهم للرهائن والمعتقلين.

المنشورات ذات الصلة