عاجل:

“من سوريا إلى العراق.. روسيا تعيد ترتيب أوراقها في الشرق الأوسط”

  • ٢٣

كتب إيغور غوربونوف في "فزغلياد" عن العوامل التي تدفع روسيا لتعزيز تعاونها مع العراق، موضحًا أن التغيرات الجذرية التي شهدتها سوريا تضع موسكو أمام تحديات جديدة لإعادة بناء مواقعها في الشرق الأوسط. المسار السوري، الذي كان يشكل العمود الفقري لنفوذ روسيا الإقليمي، أصبح متقلبًا، ما دفع الكرملين إلى إعادة توجيه اهتمامه نحو العراق، حيث تتوفر فرص شراكة مستقرة مع انخفاض مستوى الاضطرابات.

زيارة أمين عام مجلس الأمن الروسي، سيرغي شويغو، إلى بغداد في سبتمبر الماضي، اعتُبرت مؤشرًا واضحًا على هذه الاستراتيجية الجديدة، إذ يسعى الكرملين إلى تعزيز تعاون مستدام مع العراق، بما يدعم نفوذه الإقليمي ويشكل حماية غير مباشرة لإيران، دون تصعيد الصراع في المنطقة.

وعلى الرغم من ذلك، لا يمكن للعراق أن يحل محل سوريا بشكل كامل؛ فهو يفتقر إلى منفذ على البحر المتوسط وقواعد عسكرية شبيهة بقاعدتي حميميم وطرطوس، كما أن نظامه السياسي هش ويشهد صراعات داخلية. ومع ذلك، يبرز العراق كمنصة استراتيجية مهمة لروسيا في مجالات اللوجستيات والطاقة والأمن والتكنولوجيا، مما يعزز قدرة موسكو على الحفاظ على نفوذها الإقليمي في ظل التحولات الراهنة.

بينما تواجه سوريا حالة من عدم اليقين، يتحول العراق إلى مركز للحوار وبناء البنية التحتية، واستثمار الطاقة، ونقل التكنولوجيا، مع الحفاظ على الدور الاستراتيجي الروسي في الشرق الأوسط على المدى الطويل.

المصدر: روسيا اليوم-صحافة


المنشورات ذات الصلة