في لقاءٍ طلابي حاشد عكس، عبّر رئيس الحزب سمير جعجع عن فخره بطلاب "القوّات" واعتزازه بإنجازاتهم الجامعية والسياسية، مؤكدًا أنّ الشباب هم "جوهر الشأن العام" وأنهم الركيزة التي ستبني مستقبل لبنان.
جاء كلام جعجع خلال استقباله وفدًا من طلاب حزب "القوّات اللبنانية" في جامعة القديس يوسف (USJ)، بحضور عدد من قيادات الحزب في مصلحة الطلاب.
استهل جعجع كلمته بتوجيه تحيّة إلى الطلاب الفائزين في الانتخابات الطالبية الأخيرة، وقال: “أنا فخورٌ بكم جدًا. أهمّ شيءٍ أن تستمرّوا. لا تتعبوا، ولا تتركوا العمل في الشأن العام، لأنّ "القوّات" هي جوهر هذا الشأن، وأنتم تعملون من أجل أنفسكم ومن أجل أولادكم ليعيشوا في وطنٍ أفضل ممّا عشناه نحن”.
ودعاهم إلى الانخراط الفاعل في الانتخابات النيابية المقبلة، معتبرًا أنّ “كلّ صوت مؤثّر يمكن أن يصنع فرقًا”. وأضاف: “إذا كان كل واحد منكم فاعلًا في منطقته أو قريته، فسنربح الانتخابات حتمًا”.
في حديثه عن هوية الحزب ودوره، شدّد جعجع على أنّ "القوّات اللبنانية" تتخطّى مفهوم الحزب السياسي التقليدي، قائلًا: “القوّات ليست حزبًا كسائر الأحزاب. ليت هناك كلمة تعبّر عنا بشكل أدق. ربما مقاومة؟ نعم، نحن مقاومة، بالرغم من أنّ الكلمة شُوّهت في العقود الماضية. نحن أيضًا حركة تحرّر وضمير ووجدان تاريخي لهذا الوطن”.
وأوضح أنّ الحزب لم يكن يومًا يسعى وراء المكاسب أو المناصب، بل وراء مشروع وطني يقوم على بناء الدولة الحقيقية. وقال: “لو كنا نبحث عن المكاسب لما سلكنا هذا النهج السياسي الصعب. سياستنا واضحة، وما نراه صائبًا ننفّذه بلا تردّد”.
وأشاد جعجع بـ الإنجاز الذي حقّقه طلاب "القوّات" في انتخابات جامعة القديس يوسف بعد فوزهم في 19 كلية، واصفًا ذلك بـ “الإنجاز الممتاز”. وأوضح أنّ “الفوز في نظامٍ نسبيٍّ كالذي تعتمده الجامعة يتطلّب تأييدًا شعبيًّا يتراوح بين 70 و75 في المئة”، ما يعكس حضور “القوّات” القوي في الوسط الجامعي.
لكنه أضاف:“الفوز مهمّ، لكن الأهمّ هو أنتم. أنتم المستقبل الحقيقي. أنا لم أفقد الأمل يومًا، حتى عندما كنت تحت سابع أرض، لكن اليوم أراه بأمّ عيني بعدما رأيتكم ورأيت جيل الجامعات الأخرى”.
وتوجّه جعجع إلى الطلاب داعيًا إياهم إلى التمسك بالوطن إلى جانب طموحاتهم الفردية، قائلاً: “يمكنكم أن تبنوا مسيرة مهنية ناجحة، لكن لا قيمة لأي نجاحٍ مهنيّ بلا وطن. في لحظة واحدة يمكن أن ينهار كل شيء. لذلك، الأولوية أن نعمل ليكون لنا وطن فعليّ، لأنّ ما ينقصنا ليس العلم، بل الدولة”.
وأضاف: “لو كان لدينا وطن حقيقي طوال العقود الماضية، لكانت جهود اللبنانيين أثمرت أضعافًا. مشكلتنا ليست في الكفاءات بل في غياب الدولة”.
وفي رسالة فكرية إلى الجيل الجديد، شدّد جعجع على ضرورة إعادة الاعتبار إلى مفهوم السياسة، قائلاً: “هناك تخلف في النظرة إلى السياسة في مجتمعنا. كثيرون يعتبرونها مرضًا، لكن الحقيقة أنها أقدس عمل في الوجود، لأنها تعني الاهتمام بالشأن العام. المشكلة ليست في السياسة بل في بعض السياسيين الفاسدين الذين شوّهوا صورتها”.
وتابع: “عندما تعمل من أجل المجتمع بأسره، من أجل الإنماء العام وليس مصلحتك الخاصة، تكون السياسة فعل خدمة مقدّسة”.
واستكمل: “القوّات أمانة عظيمة في أعناقكم. نحن حملناها منذ عام 1975، وقدمنا الشهداء والجرحى والمعتقلين لتبقى. أنتم اليوم الجيل الذي سيحملها من بعدنا، وعليكم أن تعرفوا تاريخها الحقيقي لا ما يروّجه الآخرون”.
واستطرد: “عمرنا ليس خمسين سنة فقط، بل ألف وخمسمئة عام. في كل مرحلة كنا نُعرف باسم مختلف، واليوم اسمنا "القوّات اللبنانية"، لكن الجوهر واحد: الدفاع عن لبنان والحرية”.
في نهاية اللقاء، فاجأ الطلاب رئيس الحزب بقالب حلوى لمناسبة عيد ميلاده، فعبّر عن تأثره قائلًا: “منذ خمسين سنة وحتى اليوم، هذا أجمل عيد ميلاد فاجأني به أحد، لأنه جاء من القلب وفي مناسبة جميلة جدًا”.