عاجل:

“دافوس الصحراء” ينطلق في السعودية باتفاقيات مرتقبة تتجاوز 60 مليار دولار (ايكونومي بلاس)

  • ٦٧

تنطلق في العاصمة السعودية الرياض، اليوم الإثنين، فعاليات النسخة التاسعة من مؤتمر مبادرة مستقبل الاستثمار (FII9)، أحد أبرز الملتقيات الاقتصادية العالمية، بحضور غير مسبوق وفي ظل توقعات بعقد صفقات قياسية من المتوقع أن تصل قيمتها إلى أكثر من 60 مليار دولار، ما يمثل تأكيدًا جديدًا على مكانة المملكة كمركز محوري للحوار حول الاقتصاد العالمي والمستقبل التكنولوجي.

ويأتي انعقاد مؤتمر مبادرة الاستثمار هذه العام، في ظل تحولات متسارعة الوتيرة يشهدها الاقتصاد السعودي، وسط اضطرابات وحالة من عدم اليقين تخيم على المشهد العالمي سواء من الناحية الاقتصادية والحروب التجارية أو على الصعيد السياسي.

تعد مبادرة مستقبل الاستثمار (FII) التي تُعرف أيضًا باسم “دافوس الصحراء”، مؤتمرًا سنويًا عالميًا ومنصة حوار استثماري، كما أنها أداة فعالة لرسم مسارات الاستثمار، وجمع القادة والمستثمرين وصناع القرار من مختلف أنحاء العالم لمناقشة فرص النمو الاقتصادي وتجاوز التحديات المستقبلية. 

يقول ريتشارد أتياس الرئيس التنفيذي لمعهد مبادرة مستقبل الاستثمار منظمة المؤتمر: “لدينا ولأول مرة، قادة أكثر من 20 دولة، وهو أمر لم يحدث من قبل، الحد الأقصى الذي بلغناه سابقًا كان 3 قادة”.

تعقد هذه النسخة من المؤتمر تحت شعار “مفتاح الازدهار”، خلال الفترة 27 إلى 30 تشرين الأول / أكتوبر الجاري، ويرتقب أن يحضرها أيضًا قرابة 8 آلاف مشارك منهم 40 مسؤولًا بمنصب وزير، و600 متحدث يمثلون حكومات وشركات كبرى وصناديق استثمارية عالمية.

وكشف أتياس أن نسخة هذا العام ستعرف مشاركة غير مسبوقة من قادة العالم، من بينهم نائب رئيس الصين، إلى جانب قادة الأردن والعراق وباكستان وسوريا وموريتانيا وألبانيا وبنغلاديش وكوبا ورواندا وغيرها، مؤكدًا أن “الجنوب العالمي سيكون حاضرًا بقوة في الرياض”.

من المرتقب أن يحضر المؤتمر الرئيس السوري أحمد الشرع، حيث يلقي خطابًا في فعاليات المؤتمر. 

ويركز المؤتمر هذا العام على التحديات التي تُعيق التقدم من خلال استعراض “تناقضات الابتكار”، وستناقش الجلسات كيف تدفع التطورات في التقنية والسياسات عجلة النمو، وكيف تُتيح طفرات الذكاء الاصطناعي والتقنيات الناشئة فرصًا جديدة، إضافة إلى تأثير التوترات الجيوسياسية، وتفاوت الموارد على التواصل العالمي.

منذ انطلاق المؤتمر في 2017، تم توقيع عقود استثمارية فعلية بقيمة تفوق 200 مليار دولار في مجالات تشمل الذكاء الاصطناعي، الطاقة النظيفة، النقل، الخدمات اللوجستية، والتمويل. 

وفي نسخة 2024، تجاوزت قيمة الاتفاقيات 60 مليار دولار، بينما يتوقع المنظمون أن تكسر النسخة الحالية هذا الرقم مع ارتفاع عدد المشاركين من كبرى المؤسسات المالية العالمية.

سيكون اليوم الثالث من المؤتمر مخصصًا بالكامل للاستثمار، في ما يُسمى بيوم Investment Day”، حيث سيتم الإعلان عن أكثر من 40 صفقة واتفاقية جديدة، بحسب أتياس. وتتجه الأنظار في هذه النسخة من “دافوس الصحراء” إلى قطاع التكنولوجيا والذكاء الاصطناعي، الذي أصبح “القوة الصاعدة في FII”، بحسب أتياس، بعدما كان قطاع المال يهيمن بنسبة 70% في الدورات السابقة. 

وأوضح أتياس أن المؤتمر سيجمع نخبة من قادة التكنولوجيا العالميين، بينهم “جوجل” و”مايكروسوفت” و”إنفيديا”، إلى جانب شركات ناشئة تم اختيارها ضمن برنامج “FII Ventures” الذي يدعم الابتكار عبر استثمارات أولية وتسريع النمو.

وسيشهد المؤتمر إطلاق النسخة الرابعة من تقرير “Priority Compass” الذي يصدره المعهد سنويًا لرصد توجهات الاقتصاد العالمي وأولويات التنمية والاستثمار.

بعد مؤتمر الرياض، يستعد معهد مبادرة مستقبل الاستثمار لتنظيم قمة “FII Priority” المقبلة في طوكيو نهاية نوفمبر المقبل، بمشاركة أكثر من 500 شخصية دولية، على أن تنتقل الفعاليات لاحقًا إلى ميامي في مارس 2026، ثم إلى أوروبا وآسيا مجددًا في 2026، ما يعكس طموح المعهد في ترسيخ حضوره كمنصة عالمية عابرة للقارات.

ويختم ريتشارد أتياس بالقةل: “نرى كيف يمكن للشراكة بين القطاعين العام والخاص في السعودية أن تكون جزءا مهما من قصة النجاح السعودي، لأنني أعتقد أنه من أهم التحديات التي تواجهها الدول هي الشراكة بين هذين القطاعين.

المنشورات ذات الصلة